Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 43, Ayat: 67-73)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { الأخِلاَّءُ } أي : في الدنيا { يومَئذ } أي : في القيامة { بعضُهم لبعض عدوٌّ } لأن الخُلَّة إِذا كانت في الكفر والمعصية صارت عداوةً يومَ القيامة ؛ وقال مقاتل : نزلت في أُمية بن خلف وعقبة ابن أبي معيط { إِلاّ المتَّقينَ } يعني الموحِّدين . فإذا وقع الخوف يومَ القيامة نادى منادٍ { يا عبادِ لا خوفٌ عليكم اليوم ولا أنتم تَحْزَنونَ } ، فيرفع الخلائق رؤوسهم . فيقول : { الذين آمَنوا بآياتنا وكانوا مُسْلِمينَ } ، فينكِّس الكفار رؤوسهم . قرأ نافع ، وأبو عمرو ، وابن عامر ، وأبو بكر عن عاصم : { يا عبادي } بإثبات الياء في الحالين وإِسكانها ، وحذفها في الحالين ابن كثير ، وحمزة ، والكسائي ، وحفص ، والمفضل عن عاصم ، وخلف . وفي أزواجهم قولان : أحدهما : زوجاتهم . والثاني : قرناؤهم . وقد سبق معنى { تُحْبَرونَ } [ الروم : 15 ] . قوله تعالى : { يُطاف عليهم بِصِحافٍ } قال الزجاج : واحدها صَحْفة ، وهي القَصْعة والأكواب واحدها : كُوب وهو إٍناء مستدير لا عُرْوَةَ له ؛ قال الفراء : الكُوب : [ الكوز ] المستدير الرأس الذي لا أُذُن له ، وقال عديّ : @ مُتَّكِئاً تَصْفِقُ أبوابُه يَسْعَى عليه العَبْدُ بالكُوبِ @@ وقال ابن قتيبة : الأكواب : الأباريق التي لا عُرى لها . وقال شيخنا أبو منصور اللغوي : وإنما كانت بغير عُرىً لِيَشرب الشارب من أين شاء ، لأن العُروة تَرُدُّ الشارب من بعض الجهات . قوله تعالى : { وفيها ما تشتهي الأنفسُ } وقرأ نافع ، وابن عامر ، وحفص عن عاصم : { تشتهيه } بزيادة هاءٍ وحذفُ الهاء كإثباتها في المعنى . قوله تعالى : { وتَلَذًّ الأعيُنُ } يقال : لَذِذْتُ الشيءَ ، واستلذذتُه ، والمعنى : ما من شيء اشتهتْه نَفْس أو استلذَّتْه عين إِلاّ وهو في الجنة ، وقد جمع الله تعالى جميع نعيم الجنة في هذين الوصفين ، فإنه ما من نِعمة إِلاّ وهي نصيب النَّفْس أو العين ، وتمام النَّعيم الخلود ، لأنه لو انقطع لم تَطِب . { وتلك الجَنَّةُ } يعني التي ذكرها في قوله : " ادْخُلوا الجَنَّة { التي أًورِثْتُموها } قد شرحنا هذا في [ الأعراف : 43 ] عند قوله { أُورِثْتُموها } .