Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 48, Ayat: 11-14)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { سيقول لك المُخلَّفون من الأعراب } قال ابن إِسحاق : لما أراد العمرة استنفرَ مَنْ حَوْلَ المدينة من أهل البوادي والأعراب ليخرجوا معه ، خوفاً من قومه أن يَعْرِضوا له بحرب أو بصَدٍّ ، فتثاقل عنه كثير منهم ، فهم الذين عنى الله بقوله : { سيقول لك المُخلَّفون من الأعراب } قال أبو صالح [ عن ابن عباس ] : وهم غفار ومزينة وجهينة وأشجع والدِّيل وأسلم . قال يونس النحوي : الدِّيل في عبد القيس ساكن الياء ، والدُّول من حنيفة ساكن الواو ، والدُّئِل في كنانة رهط أبي الأسود الدُّؤَلي . فأمّا المخلَّفون فإنهم تخلَّفوا مخافة القتل . { شَغَلَتْنا أموالُنا وأهلونا } أي : خِفْنا عليهم الضَّيْعة { فاستَغْفِرْ لنا } أي : ادْعُ [ اللهَ ] أنْ يَغْفِر لنا تخلُّفنا عنك { يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم } أي : ما يبالون استغفرتَ لهم أم لم تستغفر لهم . قوله تعالى : { فمَنْ يَمْلِكُ لكم من الله شيئاً إِن أراد بكم ضَرّاً } قرأ حمزة ، والكسائي ، وخلف : { ضُراً } بضم الضاد ؛ والباقون : بالفتح . قال أبو علي : " الضَّرُّ " بالفتح : خلاف النفع ، وبالضم : سوء الحال ، ويجوز أن يكونا لغتين كالفَقْر والفُقْر ، وذلك أنهم ظنُّوا أن تخلَّفهم يدفع عنهم الضَّرَّ ، ويعجِّل لهم النفع بسلامة أنفسهم وأموالهم فأخبرهم الله تعالى أنه إِن أراد بهم شيئاً ، لم يَقْدِر أحد على دفعه [ عنهم ] ، { بل كان الله بما تعملون خبيرا } من تخلُّفهم وقولهم عن المسلمين أنهم سيهلكون ، وذلك قوله : { بَلْ ظَنَنْتُمْ } أي : توهَّمتم { أنْ لن يَنْقَلِبَ الرَّسولُ والمؤمنون إِلى أهليهم } أي : لا يَرْجِعون إِلى المدينة ، لاستئصال العدوِّ إِيّاهم ، { وزُيِّن ذلك في قُلوبكم } وذلك من تزيين الشيطان . قوله تعالى : { وكنتم قَوْماً بوراً } قد ذكرناه في [ الفرقان : 18 ] .