Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 48, Ayat: 15-15)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وما بعد هذا ظاهر إلى قوله : { سيقول المُخلَّفون } الذين تخلَّفُوا عن الحديبية { إِذا انطلقتم إِلى مَغانِمَ } وذلك أنهم لمّا انصرفوا عن الحديبية بالصُّلح وعَدَهم اللهُ فَتْحَ خيبر ، وخصَّ بها من شَهد الحديبية فانطلقوا إِليها ، فقال هؤلاء المخلَّفون : { ذَرونا نتَّبعْكم } ، قال الله تعالى : { يريدون أن يبدِّلوا كلام الله } وقرأ حمزة ، والكسائي ، وخلف : " أن يبدِّلوا كَلِمَ الله " بكسر اللام . وفي المعنى قولان : أحدهما : أنه مواعيد الله بغنيمة خيبر لأهل الحديبية خاصة ، قاله ابن عباس . والثاني : أمْرُ الله نبيَّه أن لا يسير معه منهم أحد ، وذلك أن الله وعده وهو بالحديبية أن يفتح عليه خيبر ، ونهاه أن يسير معه أحد من المتخلِّفين ، قاله مقاتل . وعلى القولين : قصدوا أن يجيز لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يخالِف أمْرَ الله ، فيكون تبديلاً لأمره . قوله تعالى : { كذلكم قال اللهُ مِنْ قَبْلُ } فيه قولان . أحدهما : قال إِن غنائم خيبر لِمَن شَهِد الحديبية ، وهذا على القول الأول . والثاني : قال لن تتَّبعونا ، وهذا قول مقاتل . { فسيقولون بل تحسُدوننا } أي : يمنعُكم الحسد من أن نُصيب معكم الغنائم .