Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 48, Ayat: 16-17)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ستُدْعَون إِلى قَوْم } المعنى : إن كنتم تريدون الغزو والغنيمة فستُدْعََون إِلى جهاد قوم { أُولي بأسٍِ شديدٍ } . وفي هؤلاء القوم ستة أقوال : أحدها : أنهم فارس ، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس ، وبه قال عطاء بن أبي رباح ، وعطاء الخراساني ، وابن أبي ليلى ، وابن جريج في آخرين . والثاني : فارس والروم ، قاله الحسن ، و رواه ابن أبي نجيح عن مجاهد . والثالث : أنهم أهل الأوثان ، رواه ليث عن مجاهد . والرابع : أنهم الروم ، قاله كعب . والخامس : أنهم هوازن وغطفان ، وذلك يوم حنين ، قاله سعيد بن جبير ، وقتادة . والسادس : بنو حنيفة يوم اليمامة ، وهم أصحاب مسيلمة الكذَّاب ، قاله الزهري ، وابن السائب ، ومقاتل . قال مقاتل : خِلافةُ أبي بكر في هذه بيِّنةٌ مؤكدة . وقال رافع بن خديج : كنّا نقرأ هذه الآية ولا نَعْلَم مَنْ هُمْ حتى دُعِيَ أبو بكر إِلى قتال بني حنيفة ، فعَلِمنا أنهم هُمْ . وقال بعض أهل العِلْم : لا يجوز أن تكون هذه الآية إِلاّ في العرب ، لقوله : { تُقاتِلونهم أو يُسْلِمُونَ } ، وفارس والروم إِنما يقاتَلون حتى يُسْلِموا أو يؤدُّوا الجزية ، وقد استدلَّ جماعةٌ من العلماء على صِحَّة إِمامة أبي بكر وعمر بهذه الآية ، لأنه إِن أُريدَ بها بنو حنيفة ، فأبو بكر دعا إِلى قتالهم ، وإِن أُريدَ بها فارس والروم ، فعمر دعا إِلى قتالهم ، والآية تُلْزِمهم اتباع طاعة من يدعوهم وتتوعَّدهم على التخلُّف بالعقاب . قال القاضي أبو يعلى : وهذا يدُلُّ على صِحَّة إِمامتها إِذا كان المتولِّي عن طاعتهما مستحقاً للعقاب . قوله تعالى : { فإن تُطيعوا } قال ابن جريج : فإن تُطيعوا أبا بكر وعمر ، { وإِن تتولَّوا } عن طاعتهما { كما تولَّيتم } عن طاعة محمد صلى الله عليه وسلم في المسير إِلى الحديبية . وقال الزجاج : المعنى : إِن تُبتم وتركتم نفاقكم وجاهدتم ، يؤتكم اللهُ أجْراً حسناً ، وإن تولَّيتم فأقمتم على نفاقكم ، وأعرضتم عن الإِيمان والجهاد كما تولَّيتم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يعذِّبكم عذاباً أليماً . قوله تعالى : { ليس على الأعمى حَرَجٌ } قال المفسرون : عَذَرَ اللهُ أهل الزَّمانة الذين تخلَّفوا عن المسير إِلى الحديبية بهذه الآية . قوله تعالى : { يُدْخِلْه جناّتٍ } قرأ نافع ، وابن عامر : " نُدْخِلْه " و " نُعْذِّبْه " بالنون فيهما ؛ والباقون : بالياء .