Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 12-12)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { ولقد أخذ الله ميثاق بني إِسرائيل } قال أبو العالية : أخذ الله ميثاقهم أن يخلصوا له العبادة ، ولا يعبُدوا غيره . وقال مقاتل : أن يعملوا بما في التوراة . وفي معنى النقيب ثلاثة أقوال . أحدها : أنه الضمين ، قاله الحسن ، ومعناه : أنه ضمين ليعرف أحوال من تحت يده ، ولا يجوز أن يكون ضميناً عنهم بالوفاء ، لأن ذلك لا يصح ضمانه ، وقال ابن قتيبة : هو الكفيل على القوم . والنقابة شبيهة بالعرافة . والثاني : أنه الشاهد ، قاله قتادة . وقال ابن فارس : النقيب : شاهد القوم ، وضمينهم . والثالث : الأمين ، قاله الربيع بن أنس ، واليزيدي ، وهذه الأقوال تتقارب . قال الزجاج : النقيب في اللغة ، كالأمين والكفيل ، يقال : نقب الرجل على القوم ينقب : إِذا صار نقيباً عليهم ، وصناعته النقابة ، وكذلك عرِّف عليهم : إِذا صار عريفاً ، ويقال لأول ما يبدو من الجرب : النقبة ، ويجمع النُقَب والنُّقْب . قال الشاعر : @ متبذِلاً تبدو محاسنُه يضعُ الهناء مواضِعَ النُّقب @@ ويقال : في فلان مناقب جميلة ، وكل الباب معناه : التأثير الذي له عُمق ودخول ، ومن ذلك نقبت الحائِط ، أي : بلغت في النقب آخِرَه ، والنقبة من الجرب : داء شديد الدخول . وإِنما قيل : نقيب ، لأنه يعلم دخيلة أمر القوم ، ويعرف مناقبهم ، وهو الطريق إِلى معرفة أمورهم . ونقل أن الله تعالى أمر موسى وقومه بالسيرإِلى الأرض المقدسة ، وكان يسكنها الجبارون ، فقال تعالى : يا موسى اخرج إِليها وجاهد من فيها من العدو ، وخُذْ من قومك اثني عشر نقيباً ، من كل سبط نقيباً يكون كفيلاً على قومه بالوفاء بما أُمروا به ، فاختاروا النقباء . وفيما بعثوا له قولان . أحدهما : أن موسى بعثهم إِلى بيت المقدس ، ليأتوه بخبر الجبارين ، قاله ابن عباس ، ومجاهد ، والسدي . والثاني : أنهم بعثوا ضمناء على قومِهِمْ بالوفاء بميثاقهم ، قاله الحسن ، وابن إِسحاق . وفي نبوّتهم قولان . أصحهما : أنهم ليسوا بأنبياء . قوله تعالى : { وقال الله } في الكلام محذوف . تقديره : وقال الله لهم . وفي المقول لهم قولان . أحدهما : أنهم بنو إِسرائيل ، قاله الجمهور . والثاني : أنهم النقباء ، قاله الربيع ، ومقاتل . ومعنى { إِني معكم } أي : بالعون والنصرة . وفي معنى : { وعزّرتموهم } قولان . أحدهما : أنه الإِعانة والنصر ، قاله ابن عباس ، والحسن ، ومجاهد ، وقتادة ، والسدي . والثاني : أنه التعظيم والتوقير ، قاله عطاء ، واليزيدي ، وأبو عبيدة ، وابن قتيبة . قوله تعالى : { وأقرضتم الله قرضاً حسناً } في هذا الإقراض قولان . أحدهما : أنه الزكاة الواجبة . والثاني : صدقة التطوع . وقد شرحنا في ( البقرة ) معنى القرض الحسن . قوله تعالى : { فمن كفر بعد ذلك منكم } يشير إِلى الميثاق { فقد ضلَّ سواء السبيل } أي : أخطأ قصد الطريق .