Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 51, Ayat: 38-51)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وفي موسى } اي : وفيه ايضاً آية { إذ أَرسلْناه إلى فرعون بسُلطان مُبِينٍ } اي : بحُجَّة ظاهرة { فتولَّى } اي : أعرَضَ { بِرُكْنه } قال مجاهد : بأصحابه . وقال ابو عبيدة : « بِرُكْنه » و « بجانبه » سواء ، إنما هي ناحيته ، { وقال ساحرٌ } : اي وقال لموسى : هذا ساحر { أو مجنونٌ } وكان أبو عبيدة يقول « أو » بمعنى الواو . فأمّا « الَيمُّ » فقد ذكرناه في [ الأعراف : 136 ] و « مُليم » في [ الصافات : 142 ] . قوله تعالى : { وفي عاد } اي : في إهلاكهم آية ايضاً { إذ أَرسلْنا عليهم الرِّيحُ العَقيم } وهي التي لا خَير فيها ولا بَرَكة ، لا تُلْقِح شجراً ولا تَحْمِل مطراً ، وإنما هي للإهلاك . وقال سعيد بن المسيّب : هي الجَنُوب . { ما تَذَر من شيء أَتَتْ عليه } أي : من أنفُسهم وأموالهم { إلا جَعلتْه كالرَّميم } اي : كالشيء الهالك البالي . قال الفراء : الرَّميم : نبات الأرض إذا يَبِس وَدِيس . وقال الزجاج : الرَّميم : الورَق الجافّ المتحطِّم مثل الهشيم . { وفي ثمودَ } آيةٌ ايضاً { إذ قيل لهم تَمتَّعوا حتَّى حِين } فيه قولان . أحدهما : أنه قيل لهم : تَمتَّعوا في الدُّنيا إلى وقت انقضاء آجالكم تهدُّداً لهم . والثاني : أن صالحاً قال لهم بعد عَقْر النّاقة : تَمتَّعوا ثلاثة أيام ؛ فكان الحِين وقتَ فناء آجالهم ، { فَعتْوا عن أَمْر ربِّهم } قال مقاتل : عصوا أَمْره { فأخذَتْهم الصاعقة } يعني العذاب ، وهو الموت من صيحة جبريل . وقرأ الكسائي وحده « الصَّعْقةُ » [ بسكون العين من غير الف ] ؛ وهي الصَّوت الذي يكون عن الصاعقة . قوله تعالى : { وهم ينظُرونَ } فيه قولان . أحدهما : يَرَوْن ذلك عِياناً . والثاني : وهم يَنتظرون العذاب ، فأتاهم صيحةٌ يومَ السبت . قوله تعالى : { فما استطاعوا من قيام } فيه قولان . أحدهما : ما استطاعوا نُهوضاً من تلك الصَّرعة . والثاني : ما أطاقوا ثُبوتاً لعذاب الله . { وما كانوا منتصِرين } أي : ممتنعين من العذاب . قوله تعالى : { وقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ } قرأ أبو عمرو إلاّ عبد الوارث ، وحمزة ، والكسائي : بخفض الميم ، وروى عبد الوارث رفع الميم ، والباقون بنصبها . قال الزجاج : من خفض القوم فالمعنى : وفي قومِ نوحٍ آيةٌ ، ومن نصب فهو عطف على معنى قوله « فأخذتْهم الصّاعقةُ » فإن معناه : أهلكْناهم ، فيكون المعنى : وأهلَكْنا قومَ نوح ، والأحسن والله أعلم أن يكون محمولاً على قوله « فأخذْناه وجنوده فنبذنْاهم في اليمِّ » لأن المعنى : أغرقناه ، وأغرقْنا قومَ نوح . { والسماء بنيناها } المعنى : وبنينا السماء بنيناها { بأَيْدٍ } أي : بقْوَّة ، وكذلك قال ابن عباس ، ومجاهد ، وقتادة ، وسائر المفسرين واللغويين « بأيد » اي : بقُوَّة . وفي قوله : { وإنّا لَموسِعونَ } خمسة أقوال . أحدها : لموسِعون الرِّزق بالمطر ، قاله الحسن . والثاني : لموسِعون السماء ، قاله ابن زيد . والثالث : لقادرون ، قاله ابن قتيبة . والرابع : لموسِعون ما بين السماء والأرض ، قاله الزجاج . والخامس : لذو سعة لا يضيق عمّا يريد ، حكاه الماوردي . قوله تعالى : { والأرض فرشناها فنِعْم الماهدون } قال الزجاج : هذا عطفٌ على ما قبله منصوبٌ بفعل مُضْمر محذوف يدلُّ عليه قوله : « فرشْناها » ، فالمعنى : فرشْنا الأرض فرشْناها « فنِعْم الماهدون » أي : فنِعْم الماهدون نحن . قال مقاتل : « فرشْناها » أي : بسطْناها مسيرة خمسمائة عام ، وهذا بعيد . وقد قال قتادة : الأرضُ عشرون ألف فرسخ ، والله تعالى أعلم . قوله تعالى : { ومِنْ كُلِّ شيء خَلقْنا زوجين } ، اي : صِنفين ونَوعَين كالذكر والأنثى ، والبرِّ والبحر والليِّل والنَّهار ، والحُلو والمُرِّ ، والنُّور والظُّلمة ، وأشباه ذلك { لعلَّكم تذكَّرون } فتعلْموا أن خالق الأزواج واحد . { ففِرُّوا إلى الله } بالتَّوبة من ذنوبكم ؛ والمعنى : اهْرُبوا ممّا يوجِب العِقاب من الكُفر والعِصيان إلى ما يوجِب الثَّواب من الطَّاعة والإيمان .