Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 54, Ayat: 6-8)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَتَولَّ عنهم } قال الزجّاج : هذا وقف التمام ، و { يومَ } منصوب بقوله : « يخرُجون من الأجداث » وقال مقاتل : فتولَّ عنهم [ إلى ] يوم { يَدْعُ الدّاعي } أثبت هذه الياء في الحالين يعقوب ؛ وافقه أبو جعفر ، وأبو عمرو في الوصل ، وحذفها الأكثرون في الحالين . و « الداعي » : إِسرافيل ينفُخ النفخة الثانية { إلى شيءٍ نُكُرٍ } وقرأ ابن كثير : « نُكْرٍ » خفيفة ؛ أي : إلى أمر فظيع . وقال مقاتل : « النُّكُر » بمعنى المُنْكَر ، وهو القيامة ، وإنما يُنْكِرونه إعظاماً له . والتَّولِّي المذكور في الآية منسوخ عند المفسرين بآية السيف . قوله تعالى : { خُشَّعاً أبصارُهم } قرأ أهل الحجاز ، وابن عامر ، وعاصم : « خُشَّعاً » بضم الخاء وتشديد الشين من غير ألف . وقرأ أبو عمرو ، وحمزة ، والكسائي : « خاشِعاً » بفتح الخاء وألف بعدها وتخفيف الشين . قال الزجاج : المعنى : يخرُجون خُشَّعاً ، و « خاشعاً » منصوب على الحال ، وقرأ ابن مسعود : « خاشعةً » ؛ ولك في أسماء الفاعلين إذا تقدَّمت على الجماعة التوحيد والتأنيث والجمع ؛ تقول : مررت بشُبّانٍ حَسَنٍ أوجُههم ، وحِسانٍ أوجُههم ، وحَسَنةٍ أوجُههم ، قال الشاعر : @ وشَبابٍ حَسَنٍ أَوْجُهُهُمْ مِنْ إِياد بْنِ نِزَارِ بْنِ مَعَدّ @@ قال المفسرون : والمعنى أن أبصارهم ذليلة خاضعة عند رؤية العذاب . والأجداث : القبور ، وإنما شبَّههم بالجراد المنتشِر ، لأن الجراد لا جِهةَ له يَقْصِدها ، [ فهو أبداً مختلف بعضه في بعض ] ، فهم يخرُجون فزعين ليس لأحد منهم جهة يَقْصِدها . والدّاعي : إِسرافيل . وقد أثبت ياء « الدّاعي » في الحالين ابن كثير ، ويعقوب ؛ تابعهما في الوصل نافع ، وأبو عمرو ؛ والباقون بحذفها في الحالين . وقد بيَّنّا معنى « مُهْطِعين » في سورة [ إبراهيم : 43 ] والعَسِر : الصَّعب الشَّديد .