Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 55, Ayat: 26-30)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { كُلُّ مَنْ عليها فانٍ } أي : على الأرض ، وهي كناية عن غير المذكور ، « فانٍ » أي ؛ هالكٌ . { ويَبقى وجهُ ربِّكَ } أي : ويبقى ربُّكَ { ذو الجلال والإكرام } قال أبو سليمان الخطابي : الجلال : مصدر الجليل ، يقال : جليل بَيِّن الجلالة والجلال . والإكرام : مصدر أكرمَ يُكْرِم إكراماً ؛ والمعنى أن الله تعالى مستحِق أن يُجَلَّ ويُكْرَم ، ولا يُجحَد ولا يُكْفَر به ، وقد يحتمل أن يكون المعنى : أنه يُكرم أهلَ ولايته ويرفع درجاتهم ؛ وقد يحتمل أن يكون أحد الأمرين وهو الجلال مضافاً إلى الله تعالى بمعنى الصفة له ، والآخر مضافاً إلى العبد بمعنى الفعل منه ، كقوله تعالى : { هو أهلُ التَّقوى وأهلُ المَغْفِرة } [ المدثر : 56 ] فانصرف أحد الأمرين إلى الله وهو المغفرة ، والآخر إلى العباد وهو التقوى . قوله تعالى : { يسألُه من في السموات والأرضِ } المعنى أن الكل يحتاجون إليه فيسألونه وهو غنيٌّ عنهم { كُلَّ يومٍ هو في شأنٍ } مثل أن يُحيي ويُميت ، ويُعِزّ ويُذِلّ ، ويشفي مريضاً ، ويُعطي سائلاً ، إلى غير ذلك من أفعاله . وقال الحسين بن الفضل : هو سَوق المقادير إِلى المواقيت . قال مقاتل : وسبب نزول هذه الآية أن اليهود قالت : إن الله لا يقضي في يوم السبت شيئاً ، فنزلت : « كُلَّ يومٍ هو في شأنٍ » .