Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 57, Ayat: 12-15)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { يسعى نورهم } قال المفسرون : يضيء لهم نور عملهم على الصراط على قدر أعمالهم . قال ابن مسعود : منهم مَن نوره مثل الجبل ، وأدناهم نوراً نوره على إبهامه يطفىء مرة ، ويتَّقد أخرى . وفي قوله تعالى : { وبأيمانهم } قولان . أحدهما : أنه كتبهم يعطَونها بأيمانهم ، قاله الضحاك . والثاني : أنه نورهم يسعى ، أي : يمضي بين أيديهم ، وعن أيمانهم ، وعن شمائلهم . والباء بمعنى : « في » . و « في » بمعنى « عن » هذا قول الفراء . قوله تعالى : { بشراكم اليوم } هذا قول الملائكة لهم . قوله تعالى : { انظرونا نقتبس } وقرأ حمزة : « أنظِرونا » بقطع الهمزة ، وفتحها ، وكسر الظاء . قال المفسرون : يغشى الناس يوم القيامة ظلمة شديدة ، فيعطَى المؤمنون النور ، فيمشي المنافقون في نور المؤمنين ، فإذا سبقهم المؤمنون قالوا : انظرونا نقتبس من نوركم { قيل : ارجعوا وراءكم } في القائل قولان . أحدهما : أنهم المؤمنون ، قاله ابن عباس . والثاني : الملائكة ، قاله مقاتل . وفي معنى الكلام ثلاثة أقوال . أحدها : ارجعوا إلى المكان الذي قبستم فيه النور ، فيرجعون ، فلا يرون شيئاً . والثاني : ارجعوا فاعملوا عملاً يجعله الله لكم نوراً . والثالث : أن المعنى : لا نور لكم عندنا { فضرب بينهم بسُور } قال ابن عباس : هو الأعراف ، وهو سُورٌ بين الجنة والنار { باطنه فيه الرحمة } وهي : الجنة { وظاهره } يعني : من وراء السور { من قِبله العذاب } وهو جهنم . وقد ذهب قوم إلى أن هذا السور يكون ببيت المقدس في مكان السور الشرقي بين الوادي الذي يسمى : وادي جهنم ، وبين الباب الذي يسمى : باب الرحمة ، وإلى نحو هذا ذهب عبادة بن الصامت ، وعبد الله بن عمرو ، وكعب . قوله تعالى : { ينادونهم } أي : ينادي المنافقون المؤمنين من وراء السور : { ألم نكن معكم } أي : على دينكم نصلي بصلاتكم ، ونغزو معكم ؟ ! فيقول لهم المؤمنون : { بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم } قال الزجاج : استعملتموها في الفتنة . وقال غيره : آثمتموها بالنفاق { وتربَّصتم } فيه قولان . أحدهما : تربَّصتم بالتوبة . والثاني : تربَّصتم بمحمد الموتَ ، وقلتم : يوشك أن يموت فنستريح { وارتبتم } شككتم في الحق { وغرَّتكم الأمانيُّ } يعني : ما كانوا يتمنَّون من نزول الدوائر بالمؤمنين { حتى جاء أمر الله } وفيه قولان . أحدهما : أنه الموت . والثاني : إلقاؤهم في النار { وغركم بالله الغَرور } أي : غركم الشطيان بحكم الله وإمهاله { فاليوم لا يؤخذ منكم فدية } وقرأ أبو جعفر ، وابن عامر ، ويعقوب « لا تؤخذ » بالتاء ، أي : بدل وعوض عن عذابكم . وهذا خطاب للمنافقين ، ولهذا قال تعالى : { ولا من الذين كفروا } . قوله تعالى : { هي مولاكم } قال أبو عبيدة : أي : أولى بكم .