Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 57, Ayat: 16-17)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ألم يأن للذين آمنوا } اختلفوا فيمن نزلت على قولين . أحدهما : أنها نزلت في المؤمنين . قال ابن مسعود : ما كان بين إسلامنا ، وبين أن عوتبنا بهذه الآية إلا أربع سنين ، فجعل المؤمنون يعاتب بعضهم بعضاً . والثاني : أنها نزلت في المنافقين ، قاله أبو صالح عن ابن عباس . قال مقاتل : سأل المنافقون سلمان الفارسي فقالوا : حدِّثنا عن التوراة ، فإن فيها العجائب ، فنزلت هذه الآية . وقال الزجاج : نزلت هذه الآية في طائفة من المؤمنين حَثُّوا على الرِّقَّة والخشوع . فأما من كان وصفه الله عز وجل بالخشوع ، والرِّقَّة ، فطبقة من المؤمنين فوق هؤلاء . فعلى الأول : يكون الإيمان حقيقة . وعلى الثاني : يكون المعنى : « ألم يأن للذين آمنوا » بألسنتهم . قال ابن قتيبة : المعنى : ألم يحن ، تقول : أنى الشيء : إذا حان . قوله تعالى : { أن تخشع قلوبهم } أي : تَرِقَّ وتلين لذكر الله . المعنى : أنه يجب أن يورثهم الذِّكْر خشوعاً { وما نزل من الحق } قرأ ابن كثير ، وعاصم ، وأبو عمرو ، وابن عامر ، وحمزة ، والكسائي « وما نزَّل » بفتح النون ، والزاي ، مع تشديد الزاي . وقرأ نافع ، وحفص ، والمفضل عن عاصم « نزل » بفتح النون ، وتخفيف الزاي . وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي ، وأبو العالية ، وابن يعمر ، ويونس بن حبيب عن أبي عمرو ، وأبان عن عاصم « نُزِّل » برفع النون ، وكسر الزاي ، مع تشديدها . وقرأ ابن مسعود ، وأبو رجاء « وما أَنزل » بهمزة مفتوحة ، وفتح الزاي . وقرأ أبو مجلز ، وعمرو بن دينار مثله ، إلا أنه بضم الهمزة ، وكسر الزاي . و « الحق » القرآن { ولا يكونوا } قرأ رويس عن يعقوب « لا تكونوا » بالتاء { كالذين أوتوا الكتاب } يعني : اليهود ، والنصارى { فطال عليهم الأمد } وهو : الزمان . وقال ابن قتيبة : الأمد : الغاية . والمعنى : أنه بَعُد عهدهم بالأنبياء والصالحين { فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون } وهم الذين لم يؤمنوا بعيسى ومحمد عليهما السلام { إعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها } أي : يخرج منها النبات بعد يبسها ، فكذلك يقدر على إحياء الأموات { قد بينا لكم الآيات } الدالة على وحدانيته وقدرته { لعلكم تعقلون } أي : لكي تتأملوا .