Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 65, Ayat: 2-3)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { فإذا بلغن أجلهن } أي : قاربن انقضاء العدة { فأمسكوهن بمعروف } وهذا مبيَّن في [ البقرة : 231 ] { وأشهدوا ذَوَيْ عَدْلٍ منكم } قال المفسرون : أشهدوا على الطلاق ، أو المراجعة . واختلف العلماء : هل الإشهاد على المراجعة واجب ، أم مستحب ؟ وفيه عن أحمد روايتان ، وعن الشافعي قولان ثم قال للشهداء : { وأقيموا الشهادة لله } أي : اشهدوا بالحق ، وأدُّوها على الصحة ، طلباً لمرضاة الله ، وقياماً بوصيَّته . وما بعده قد سبق بيانه [ البقرة : 232 ] إلى قوله تعالى : { ومن يتق الله يجعل له مخرجاً } فذكر أكثر المفسرين أنها نزلت في عوف بن مالك الأشجعي ، أسر العدوُّ ابناً له ، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ، وشكا إليه الفاقة ، فقال : اتق الله ، واصبر ، وأكثر من قول : لا حول ولا قوة إلا بالله ، ففعل الرجل ذلك ، فغفل العدوُّ عن ابنه ، فساق غنمهم ، وجاء بها إلى أبيه ، وهي أربعة آلاف شاة ، فنزلت هذه الآية . وفي معناها للمفسرين خمسة أقوال . أحدها : ومن يتق الله يُنجِه من كل كرب في الدنيا والآخرة ، قاله ابن عباس . والثاني : بأن مَخْرَجَه : علمُه بأن ما أصابه من عطَاءٍ أو مَنْع ، من قِبَل الله ، وهو معنى قول ابن مسعود . والثالث : ومن يتق الله ، فيطلق للسُّنَّةِ ، ويراجع للسُّنَّةِ ، يَجْعَلْ له مخرجاً ، قاله السدي . والرابع : ومن يتَّق الله بالصبر عند المصيبة ، يجعل له مخرجاً من النار إلى الجنة ، قاله ابن السائب . والخامس : يجعل له مخرجاً من الحرام إلى الحلال ، قاله الزجاج . والصحيح أن هذا عام ، فإن الله تعالى يجعل للتقي مخرجاً من كل ما يضيق عليه . ومن لا يتقي ، يقع في كل شدة . قال الربيع بن خُثَيْم : يجعل له مخرجاً من كل ما يضيق على الناس { ويرزقْه من حيث لا يحتسب } أي : من حيث لا يأمل ، ولا يرجو . قال الزجاج : ويجوز أن يكون : إذا اتقى الله في طلاقه ، وجرى في ذلك على السُّنَّة ، رزقه الله أهلاً بدل أهله { ومن يتوكل على الله فهو حسبه } أي : مَنْ وَثِقَ به فيما نابه ، كفاه الله ما أهمّه { إن الله بالغٌ أمرَه } وروى حفص ، والمفضل عن عاصم « بالغُ أمرِه » مضاف . والمعنى : يقضي ما يريد { قد جعل الله لكل شيء قدراً } أي : أجلاً ومنتهىً ينتهي إليه ، قدَّر الله ذلك كلَّه ، فلا يقدَّم ولا يؤخر . قال مقاتل : قد جعل الله لكل شيء من الشدة والرخاء قدراً ، فقدَّر متى يكون هذا الغني فقيراً ، وهذا الفقير غنياً .