Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 64-64)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { يحذر المنافقون } في سبب نزولها ثلاثة أقوال . أحدها : أن المنافقين كانوا يعيبون رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بينهم ، ويقولون : عسى الله أن لا يفشي سرَّنا ، فنزلت هذه الآية ، قاله مجاهد . والثاني : أن بعض المنافقين قال : لوددت أني جُلدت مائة جلدة ، ولا ينزل فينا شيء يفضحنا ، فنزلت هذه الآية ، قاله السدي . والثالث : أن جماعة من المنافقين وقفوا للنبي صلى الله عليه وسلم في ليلة مظلمة عند مرجعه من تبوك ليفتكوا به ، فأخبره جبريل عليه السلام ، ونزلت هذه الآية ، قاله ابن كيسان . وفي قوله : { يحذر المنافقون } قولان . أحدهما : أنه إخبار من الله عز وجل عن حالهم ، قاله الحسن ، وقتادة ، واختاره ابن القاسم . والثاني : أنه أمر من الله عز وجل لهم بالحذر ، فتقديره : ليحذر المنافقون ، قاله الزجاج : قال ابن الأنباري : والعرب ربما أخرجت الأمر على لفظ الخبر ، فيقولون : يرحم الله المؤمن ، ويعذب الكافر ؛ يريدون : ليرحم وليعذب ، فيسقطون اللام ، ويُجْرُونَه مجرى الخبر في الرفع ، وهم لا ينوون إلا الدعاء ؛ والدعاء مضارع للأمر . قوله تعالى : { قل استهزؤوا } هذا وعيد خرج مخرج الأمر تهديداً . وفي قوله : { إن الله مخرج ما تحذرون } وجهان . أحدهما : مظهر ما تُسِرُّون . والثاني : ناصر مَنْ تخذلون ، ذكرهما الماوردي .