Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 52-54)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ويَا قَوْمِ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ } آمنوا به { ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ } من عبادة غيره { يُرْسِلِ ٱلسَّمَاء } أي المطر { عَلَيْكُمْ مُّدْرَاراً } حال أي كثير الدرر { وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ } إنما قصد استمالتهم إلى الإيمان بكثرة المطر وزيادة القوة لأنهم كانوا أصحاب زروع وبساتين فكانوا أحوج شيء إلى الماء . وكانوا مدلين بما أوتوا من شدة البطش والقوة . وقيل : أراد القوة بالمال أو على النكاح . وقيل حبس عنهم القطر ثلاث سنين وعقمت أرحام نسائهم فوعدهم هود عليه السلام المطر والأولاد على الإيمان والاستغفار . وعن الحسن بن علي رضي الله عنهما أنه وفد على معاوية ، فلما خرج قال له بعض حجابه : إني رجل ذو مال ولا يولد لي علمني شيئاً لعل الله يرزقني ولدا . فقال الحسن : عليك بالاستغفار ، فكان يكثر الاستغفار حتى ربما استغفر في يوم واحد سبعمائة مرة ، فولد له عشرة بنين ، فبلغ ذلك معاوية فقال : هلا سألته مم قال ذلك ؟ فوفد وفدة أخرى فسأله الرجل فقال : ألم تسمع قول هود : { ويزدكم قوة إلى قوتكم } وقول نوح : { ويمددكم بأموال وبنين } [ نوح : 12 ] { وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ } ولا تعرضوا عني وعما أدعو إليه { مُّجْرِمِينَ } مصرين على إجرامكم وآثامكم { قَالُواْ يَا هُودٍ مَا جِئْتَنَا بِبَيّنَةٍ } كذب منهم وجحود كما قالت قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم { لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ ءايَةٌ مّن رَّبّهِ } [ الرعد : 27 ] مع فوت آياته الحصر { وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِى ءالِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ } هو حال من من الضمير في { تاركي آلهتنا } كأنه قيل : وما نترك آلهتنا صادرين عن قولك { وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ } وما يصح من أمثالنا أن يصدقوا مثلك فيما يدعوهم إليه أقناطاً له من الإجابة { إِن نَّقُولُ إِلاَّ ٱعْتَرَاكَ بَعْضُ ءالِهَتِنَا بِسُوء } « إن » حرف نفي فنفى جميع القول إلا قولاً واحداً وهو قولهم { اعتراك } أصابك { بعض آلهتنا بسوء } بجنون وخبل وتقدير ما نقول قولًا إل هذه المقالة أي قولنا اعتراك بعض آلهتنا بسوء { قَالَ إِنِى أُشْهِدُ ٱللَّهِ وَٱشْهَدُواْ أَنّى بَرِىء مّمَّا تُشْرِكُونَ مِن دُونِهِ }