Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 55-57)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أي من إشراككم آلهة من دونه ، والمعنى إني أشهد الله أني برىء مما تشركون واشهدوا أنتم أيضاً إني برىء من ذلك . وجىء به على لفظ الأمر بالشهادة كما يقول الرجل لمن يبس الثرى بينه وبينه : أشهد على أني لا أحبك تهكما به واستهانة بحاله { فَكِيدُونِى جَمِيعًا } أنتم وآلهتكم { ثُمَّ لاَ تُنظِرُونِ } لا تمهلون فإني لا أبالي بكم وبكيدكم ولا أخاف معرتكم وإن تعاونتم علي ، وكيف تضرني آلهتكم وما هي إلا جماد لا يضر ولا ينفع ؟ وكيف تنتقم مني إذا نلت منها وصددت عن عبادتها بأن تخبلني وتذهب بعقلي ؟ { إِنّى تَوَكَّلْتُ عَلَى ٱللَّهِ رَبّى وَرَبّكُمْ مَّا مِن دَابَّةٍ إِلاَّ هُوَ ءاخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا } أي مالكها ، ولما ذكر توكله على الله وثقته بحفظه وكلاءته من كيدهم ، وصفه بما يوجب التوكل عليه من اشتمال ربوبيته عليه وعليهم ، ومن كون كل دابة في قبضته وملكته وتحت قهره وسلطانه والأخذ بالناصية تمثيل لذلك { إِنَّ رَبّى عَلَىٰ صِرٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ } إن ربي على الحق لا يعدل عنه ، أو إن ربي يدل على صراط مستقيم { فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَّا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ } هو في موضع فقد ثبتت الحجة عليكم { وَيَسْتَخْلِفُ رَبّى قَوْمًا غَيْرَكُمْ } كلام مستأنف أي ويهلككم الله ويجىء بقوم آخرين يخلفونكم في دياركم وأموالكم { وَلاَ تَضُرُّونَهُ } بتوليكم { شَيْئاً } من ضرر قط إذ لا يجوز علي المضار وإنما تضرون أنفسكم { إِنَّ رَبّى عَلَىٰ كُلّ شَىْء حَفِيظٌ } رقيب عليه مهيمن فما تخفى عليه أعمالكم ولا يغفل عن مؤاخذتكم ، أو من كان رقيباً على الأشياء كلها حافظاً لها وكانت الأشياء مفتقرة إلى حفظه عن المضار لم يضر مثله مثلكم .