Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 58-61)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ مَعَهُ } وكانوا أربعة آلاف { بِرَحْمَةٍ مّنَّا } أي بفضل منا لا بعملهم أو بالإيمان الذي أنعمنا عليهم { وَنَجَّيْنَاهُمْ مّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ } وتكرار { نجينا } للتأكيد أو الثانية من عذاب الآخرة ولا عذاب أغلظ منه { تِلْكَ عَادٌ } إشارة إلى قبورهم وآثارهم كأنه قال : سيحوا في الأرض فانظروا إليها واعتبروا ، ثم استأنف وصف أحوالهم فقال : { جَحَدُواْ بِآيَـٰتِ رَبّهِمْ وَعَصَوْاْ رُسُلَهُ } لأنهم إذا عصوا رسولهم فقد عصوا جميع رسل الله لا نفرق بين أحد من رسله { وَٱتَّبَعُواْ أَمْرَ كُلّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ } يريد رؤساءهم ودعاتهم إلى تكذيب الرسل لأنهم الذين يجبرون الناس على الأمور ويعاندون ربهم ومعنى اتباع أمرهم طاعتهم { وَأُتْبِعُواْ فِى هَـٰذِهِ ٱلدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ } لما كانوا تابعين لهم دون الرسل جعلت اللعنة تابعة لهم في الدارين { أَلا إِنَّ عَادًا كَفَرُواْ رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْدًا لّعَادٍ } تكرار « ألا » مع النداء على كفرهم والدعاء عليهم تهويل لأمرهم وبعث على الاعتبار ، بهم والحذر من مثل حالهم ، والدعاء بـ { بعدا } ً بعد هلاكهم وهو دعاء بالهلاك للدلالة على أنهم كانوا مستأهلين له { قَوْمِ هُودٍ } عطف بيان { لعاد } وفيه فائدة لأن عادا عادان : الأولى القديمة التي هي قوم هود والقصة فيهم ، والأخرى إرم . { وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَـٰلِحًا قَالَ يَـٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَالَكُمْ مّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُمْ مّنَ ٱلأَرْضِ } لم ينشئكم منها إلا هو وإنشاؤهم منها خلق آدم من التراب ثم خلقهم من آدم { وَٱسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا } وجعلكم عمارها وأراد منكم عمارتها ، أو استعمركم من العمر أي أطال أعماركم فيها وكانت أعمارهم من ثلثمائة إلى ألف ، وكان ملوك فارس قد أكثروا من حفر الأنهار وغرس الأشجار وعمروا الأعمار الطوال مع ما فيهم من الظلم فسأل نبي من أنبياء زمانهم ربه عن سبب تعميرهم ، فأوحى الله إليه أنهم عمروا بلادي فعاش فيها عبادي { فَٱسْتَغْفِرُوهُ } فاسألوا مغفرته بالإيمان { ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبّى قَرِيبٌ } داني الرحمة { مُّجِيبٌ } لمن دعاه .