Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 48-50)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أَوَلَمْ يَرَوْاْ } وبالتاء : حمزة وعلي وأبو بكر { إِلَىٰ مَا خَلَقَ ٱللَّهُ } « ما » موصولة بـ { خلق الله } وهو مبهم بيانه { مِن شَىْءٍ يَتَفَيَّؤُا ظِلَـٰلُهُ } أي يرجع من موضع إلى موضع . وبالتاء : بصري { عَنِ ٱلْيَمِينِ } أي الأيمان { وَٱلْشَّمَآئِلِ } جمع شمال { سُجَّدًا لِلَّهِ } حال من الظلال . عن مجاهد : إذا زالت الشمس سجد كل شيء { وَهُمْ دٰخِرُونَ } صاغرون وهو حال من الضمير في { ظلاله } لأنه في معنى الجمع وهو ما خلق الله من كل شيء له ظل . وجمع بالواو والنون لأن الدخور من أوصاف العقلاء ، أو لأن في جملة ذلك من يعقل فغلب . والمعنى أو لم يروا إلى ما خلق الله من الأجرام التي لها ظلال متفيئة عن أيمانها وشمائلها أي ترجع الظلال من جانب إلى جانب ، منقادة لله تعالى غير ممتنعة عليه فيما سخرها له من التفيؤ والأجرام في أنفسها ، داخرة أيضاً صاغرة منقادة لأفعال الله فيها غير ممتنعة { وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِى ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَمَا فِى ٱلأَرْضِ مِن دَآبَّةٍ } « من » بيان لما في السماوات وما في الأرض جميعاً على أن في السماوات خلقاً يدبون فيها كما تدب الأناسي في الأرض ، أو بيان لما في الأرض وحده والمراد بما في السماوات ملائكتهن ، وبقوله { وَٱلْمَلَـئِكَةُ } ملائكة الأرض من الحفظة وغيرهم . قيل : المراد بسجود المكلفين طاعتهم وعبادتهم ، وبسجود غيرهم انقيادهم لإرادة الله . ومعنى الانقياد يجمعهما فلم يختلفا فلذا جاز أن يعبر عنهما بلفظ واحد . وجيء بـ « ما » إذ هو صالح للعقلاء وغيرهم ولو جيء بـ « من » لتناول العقلاء خاصة { وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ يَخَـٰفُونَ رَبَّهُمْ } هو حال من الضمير في { لا يستكبرون } أي لا يستكبرون خائفين { مِّن فَوْقِهِمْ } إن علقته بـ { يخافون } فمعناه يخافونه أن يرسل عليهم عذاباً من فوقهم ، وإن علقته بـ { ربهم } حالاً منه فمعناه يخافون ربهم غالباً لهم قاهراً كقوله { وَهُوَ ٱلْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ } { [ الانعام : 61 ، 18 ] وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } وفيه دليل على أن الملائكة مكلفون مدارون على الأمر والنهي وأنهم بين الخوف والرجاء .