Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 35-38)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ مَا كَانَ للَّهِ } ما ينبغي له { أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ } جيء بـ { من } لتأكيد النفي { سُبْحَـٰنَهُ } نزه ذاته عن اتخاذ الولد { إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ } بالنصب شامي أي كما قال : لعيسى كن فكان من غير أب ومن كان متصفاً بهذا كان منزها أن يشبه الحيوان الوالد { وَإِنَّ ٱللَّهَ رَبّى وَرَبُّكُمْ فَٱعْبُدُوهُ } بالكسر شامي وكوفي على الابتداء وهو من كلام عيسى يعني كما أنا عبده فأنتم عبيده ، علي وعليكم أن نعبده . ومن فتح عطف على { بالصلاة } أي وأوصاني بالصلاة وبالزكاة وبأن الله ربي وربكم ، أو علقه بما بعده أي لأن الله ربي وربكم فاعبدوه { هَـٰذَا } الذي ذكرت { صِرٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ } فاعبدوه ولا تشركوا به شيئاً . { فَٱخْتَلَفَ ٱلأَحْزَابُ } الحزب الفرقة المنفردة برأيها عن غيرها وهم ثلاث فرق : نسطورية ويعقوبية وملكانية { مِن بَيْنِهِمْ } من بين أصحابه أو من بين قومه أو من بين الناس ، وذلك أن النصارى اختلفوا في عيسى حين رفع ثم اتفقوا على أن يرجعوا إلى قول ثلاثة كانوا عندهم أعلم أهل زمانهم وهم : يعقوب ونسطور وملكان . فقال يعقوب : هو الله هبط إِلى الأرض ثم صعد إلى السماء . وقال : نسطور كان ابن الله أظهره ما شاء ثم رفعه إليه . وقال الثالث : كذبوا كان عبداً مخلوقاً نبياً فتبع كل واحد منهم قوم { فَوَيْلٌ لّلَّذِينَ كَفَرُواْ } من الأحزاب إذ الواحد منهم على الحق { مِن مَّشْهِدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ } هو يوم القيامة أو من شهودهم هول الحساب والجزاء في يوم القيامة ، أو من شهادة ذلك اليوم عليهم وأن تشهد عليهم الملائكة والأنبياء وجوارحهم بالكفر ، أو من مكان الشهادة أو وقتها ، أو المراد يوم اجتماعهم للتشاور فيه وجعله عظيماً لفظاعة ما شهدوا به في عيسى { أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا } الجمهور على أن لفظه أمر ومعناه التعجب والله تعالى لا يوصف بالتعجب ولكن المراد أن إسماعهم وإبصارهم جدير بأن يتعجب منهما بعدما كانوا صما وعمياً في الدنيا . قال قتادة : إن عموا وصموا عن الحق في الدنيا فما أسمعهم وما أبصرهم بالهدى يوم لا ينفعهم ! و { بهم } مرفوع المحل على الفاعلية « كأكرم بزيد » فمعناه كرم زيد جداً { لَـٰكِنِ ٱلظَّـٰلِمُونَ ٱلْيَوْمَ } أقيم الظاهر مقام المضمر أي لكنهم اليوم في الدنيا بظلمهم أنفسهم حيث تركوا الاستماع والنظر حين يجدي عليهم ووضعوا العبادة في غير موضعها { فِى ضَلَـٰلٍ } عن الحق { مُّبِينٌ } ظاهر وهو اعتقادهم عيسى إلٰهاً معبوداً مع ظهور آثار الحدث فيه إشعاراً بأن لا ظلم أشد من ظلمهم .