Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 10-13)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ } يا معشر قريش { كِتَـٰباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ } شرفكم إن عملتم به أو لأنه بلسانكم أو فيه موعظتكم أو فيه ذكر دينكم ودنياكم والجملة أي فيه ذكركم صفة لـ { كتاباً } { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } ما فضلتكم به على غيركم فتؤمنوا { وَكَمْ } نصب بقوله { قَصَمْنَا } أي أهلكنا { مِن قَرْيَةٍ } أي أهلها بدليل قوله { كَانَتْ ظَـٰلِمَةً } كافرة وهي واردة عن غضب شديد وسخط عظيم لأن القصم أفظع الكسر وهو الكسر الذي يبين تلاؤم الأجزاء بخلاف الفصم فإنه كسر بلا إبانة { وَأَنشَأْنَا } خلقنا { بَعْدَهَا قَوْماً ءاخَرِينَ } فسكنوا مساكنهم . { فَلَمَّا أَحَسُّواْ } أي المهلكون { بَأْسَنَا } عذابنا أي علموا علم حس ومشاهدة { إِذَا هُمْ مّنْهَا } من القرية و { إذا } للمفاجأة و { هم } مبتدأ والخبر { يَرْكُضُونَ } يهربون مسرعين ، والركض ضرب الدابة بالرجل فيجوز أن يركبوا دوابهم يركضونها هاربين من قريتهم لما أدركتهم مقدمة العذاب ، أو شبهوا في سرعة عدوهم على أرجلهم بالراكبين الراكضين لدوابهم فقيل لهم { لاَ تَرْكُضُواْ } والقائل بعض الملائكة { وَٱرْجِعُواْ إِلَىٰ مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ } نعمتم فيه من الدنيا ولين العيش . قال الخليل : المترف الموسع عليه عيشه القليل فيه همه { وَمَسَـٰكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ } أي يقال لهم استهزاء بهم : ارجعوا إلى نعيمكم ومساكنكم لعلكم تسألون غداً عما جرى عليكم ونزل بأموالكم فتجيبوا السائل عن علم ومشاهدة ، أو ارجعوا واجلسوا كما كنتم في مجالسكم حتى يسألكم عبيدكم ومن ينفذ فيه أمركم ونهيكم ويقولوا لكم بم تأمرون وكيف نأتي ونذر كعادة المنعمين المخدمين ، أو يسألكم الناس في أنديتكم المعاون في نوازل الخطوب ، أو يسألكم الوافدون عليكم والطماع ويستمطرون سحاب أكفكم ، أو قال بعضهم لبعض : لا تركضوا وارجعوا إلى منازلكم وأموالكم لعلكم تسألون مالاً وخراجاً فلا تقتلون ، فنودي من السماء يا لثارات الأنبياء وأخذتهم السيوف فثم