Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 6-9)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ مَا ءامَنَتْ قَبْلَهُمْ مِن قَرْيَةٍ } من أهل قرية { أَهْلَكْنَـٰهَا } صفة لـ { قرية } عند مجيء الآيات المقترحة لأنهم طلبوها تعنتاً { أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ } أي أولئك لم يؤمنوا بالآيات لما أتتهم أفيؤمن هؤلاء المقترحون لو أتيناهم بما اقترحوا مع أنهم أعني منهم ، والمعنى أن أهل القرى اقترحوا على أنبيائهم الآيات وعاهدوا أنهم يؤمنون عندها فلما جاءتهم نكثوا وخالفوا فأهلكهم الله فلو أعطينا هؤلاء ما يقترحون لنكثوا أيضاً . { وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً } هذا جواب قولهم هل هذا إلا بشر مثلكم { نُّوحِى إِلَيْهِمْ } { نُوحِى } حفص { فَٱسْأَلُواْ أَهْلَ ٱلذّكْرِ } العلماء بالكتابين فإنهم يعرفون أن الرسل الموحى إليهم كانوا بشراً ولم يكونوا ملائكة وكان أهل مكة يعتمدون على قولهم { إِن كُنْتُم لاَ تَعْلَمُونَ } ذلك . ثم بين أنه كمن تقدمه من الأنبياء بقوله { وَمَا جَعَلْنَـٰهُمْ جَسَداً } وحد الجسد لإرادة الجنس { لاَّ يَأْكُلُونَ ٱلطَّعَامَ } صفة لـ { جسداً } يعني وما جعلنا الأنبياء قبله ذوي جسد غير طاعمين { وَمَا كَانُواْ خَـٰلِدِينَ } كأنهم قالوا هلا كان ملكاً لا يطعم ويخلد ، إما معتقدين أن الملائكة لا يموتون أو مسمين بقاءهم الممتد وحياتهم المتطاولة خلودا { ثُمَّ صَدَقْنَـٰهُمُ ٱلْوَعْدَ } بإنجائهم والأصل في الوعد مثل { وَٱخْتَارَ مُوسَىٰ قَوْمَهُ } [ الأعراف : 155 ] أي من قومه { فَأَنجَيْنَـٰهُمْ } مما حل بقومهم { وَمَن نَّشَاء } هم المؤمنون { وَأَهْلَكْنَا ٱلْمُسْرفِينَ } المجاوزين الحد بالكفر ودل الإخبار بإهلاك المسرفين على أن من نشاء غيرهم .