Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 105-110)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أَلَمْ تَكُنْ ءايَـٰتِى } أي القرآن { تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ } في الدنيا { فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذّبُونَ } وتزعمون أنها ليست من الله تعالى . { قَالُواْ رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا } ملكتنا { شِقْوَتُنَا } { شقاوتنا } حمزة وعلي وكلاهما مصدر أي شقينا بأعمالنا السيئة التي عملناها . وقول أهل التأويل غلب علينا ما كتب علينا من الشقاوة لا يصح ، لأنه إنما يكتب ما يفعل العبد وما يعلم أنه يختاره ولا يكتب غير الذي علم أنه يختاره فلا يكون مغلوباً ومضطراً في الفعل ، وهذا لأنهم إنما يقولون ذلك القول اعتذاراً لما كان منهم من التفريط في أمره فلا يجمل أن يطلبوا لأنفسهم عذراً فيما كان منهم { وَكُنَّا قَوْماً ضَالّينَ } عن الحق والصواب { رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا } أي من النار { فَإِنْ عُدْنَا } إلى الكفر والتكذيب { فَإِنَّا ظَـٰلِمُونَ } لأنفسنا . { قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا } اسكتوا سكوت ذلة وهوان { وَلاَ تُكَلّمُونِ } في رفع العذاب عنكم فإنه لا يرفع ولا يخفف . قيل : هو آخر كلام يتكلمون به ثم لا كلام بعد ذلك إلا الشهيق والزفير أن يحضروني . { ارجعوني } { ولا تكلموني } بالياء في الوصل والوقف : يعقوب وغيره بلا ياء { إِنَّهُ } إن الأمر والشأن { كَانَ فَرِيقٌ مّنْ عِبَادِى يَقُولُونَ رَبَّنَا ءامَنَّا فَٱغْفِرْ لَنَا وَٱرْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ ٱلرحِمِينَ فَٱتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً } مفعول ثان وبالضم : مدني وحمزة وعلي ، وكلاهما مصدر سخر كالسخر إلا أن في ياء النسبة مبالغة . قيل : هم الصحابة رضي الله عنهم . وقيل : أهل الصفة خاصة ومعناه اتخذتموهم هزؤوا وتشاغلتم بهم ساخرين { حَتَّىٰ أَنسَوْكُمْ } بتشاغلكم بهم على تلك الصفة { ذِكْرِى } فتركتموه أي كان التشاغل بهم سبباً لنسيانكم ذكري { وَكُنْتُمْ مّنْهُمْ تَضْحَكُونَ } استهزاء بهم