Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 172-181)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ثُمَّ دَمَّرْنَا ٱلآخَرِينَ } والمراد بتدميرهم الائتفاك بهم { وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَّطَرًا } عن قتادة : أمطر الله على شذاذ القوم حجارة من السماء فأهلكهم الله . وقيل : لم يرض بالائتفاك حتى أتبعه مطراً من حجارة { فَسَاء } فاعله { مَطَرُ ٱلْمُنذَرِينَ } والمخصوص بالذم وهو مطرهم محذوف ولم يرد بالمنذرين قوماً بأعيانهم بل المراد جنس الكافرين { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُّؤْمِنِينَ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ كَذَّبَ أَصْحَـٰبُ لْـئَيْكَةِ } بالهمزة والجر هي غيضة تنبت ناعم الشجر عن الخليل { ليكة } حجازي وشامي وكذا في « ص » علم لبلد . قيل : أصحاب الأيكة هم أهل مدين التجئوا إلى غيضة إذ ألح عليهم الوهج . والأصح أنهم غيرهم نزلوا غيضة بعينها بالبادية وأكثر شجرهم المقل بدليل أنه لم يقل هنا « أخوهم شعيب » لأنه لم يكن من نسبهم بل كان من نسب أهل مدين ففي الحديث أن شعيباً أخا مدين أرسل إليهم وإلى أصحاب الأيكة { ٱلْمُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلاَ تَتَّقُونَ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ وَمَا أَسْـئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِىَ إِلاَّ عَلَىٰ رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ أَوْفُواْ ٱلْكَيْلَ } أتموه { وَلاَ تَكُونُواْ مِنَ ٱلْمُخْسِرِينَ } ولا تنقصوا الناس حقوقهم فالكيل وافٍ وهو مأمور به ، وطفيف وهو منهي عنه ، وزائد وهو مسكوت عنه ، فتركه دليل على أنه إن فعله فقد أحسن وإن لم يفعل فلا شيء عليه