Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 77-82)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَإِنَّهُمْ } أي الأصنام { عَدُوٌّ لِى } العدو والصديق يجيئان في معنى الوحدة والجماعة يعني لو عبدتهم لكانوا أعداء لي في يوم القيامة كقوله { سَيَكْفُرُونَ بِعِبَـٰدَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً } [ مريم : 82 ] وقال الفراء : هو من المقلوب أي فإني عدوهم . وفي قوله { عدو لي } دون « لكم » زيادة نصح ليكون أدعى لهم إلى القبول ، ولو قال « فإنهم عدو لكم » لم يكن بتلك المثابة { إِلاَّ رَبَّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } استثناء منقطع لأنه لم يدخل تحت الأعداء كأنه قال : لكن رب العالمين . { ٱلَّذِى خَلَقَنِى } بالتكوين في القرار المكين { فَهُوَ يَهْدِينِ } لمناهج الدنيا ولمصالح الدين والاستقبال في يهديني مع سبق العناية لأنه يحتمل يهديني للأهم الأفضل والأتم الأكمل ، أو الذي خلقني لأسباب خدمته فهو يهديني إلى آداب خلته { وَٱلَّذِى هُوَ يُطْعِمُنِى } أضاف الإطعام إلى ولي الإنعام لأن الركون إلى الأسباب عادة الأنعام { وَيَسْقِينِ } قال ابن عطاء : هو الذي يحييني بطعامه ويرويني بشرابه { وَإِذَا مَرِضْتُ } وإنما لم يقل أمرضني لأنه قصد الذكر بلسان الشكر فلم يضف إليه ما يقتضي الضر . قال ابن عطاء : وإذا مرضت برؤية الخلق { فَهُوَ يَشْفِينِ } بمشاهدة الحق . قال الصادق : إذا مرضت برؤية الأفعال فهو يشفين بكشف منة الإفضال { وَٱلَّذِى يُمِيتُنِى ثُمَّ يُحْيِينِ } ولم يقل إذا مت لأنه الخروج من حبس البلاء ودار الفناء إلى روض البقاء لوعد اللقاء . وأدخل « ثم » في الإحياء لتراخيه عن الإفناء ، وأدخل الفاء في الهداية والشفاء لأنهما يعقبان الخلق والمرض لامعاً معاً . { وَٱلَّذِى أَطْمَعُ } طمع العبيد في الموالي بالإفضال لا على الاستحقاق بالسؤال { أَن يَغْفِرَ لِى خَطِيئَتِى } قيل : هو قوله { إِنّى سَقِيمٌ } [ الصافات : 89 ] { بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ } [ الأنبياء : 63 ] { هَـٰذَا رَبّى } [ الأنعام : 67 ] للبازغ هي أختي لسارة ، وما هي إلا معاريض جائزة وليست بخطايا يطلب لها الاستغفار ، واستغفار الأنبياء تواضع منهم لربهم وهضم لأنفسهم وتعليم للأمم في طلب المغفرة ، { يَوْمَ ٱلدّينِ } يوم الجزاء .