Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 15, Ayat: 42-45)
Tafsir: Lubāb at-taʾwīl fī maʿānī at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إن عبادي ليس لك عليهم سلطان } أي قوة وقدرة وذلك أن إبليس لما قال : لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين ، أوهم بهذا الكلام أن له سلطاناً على غير المخلصين فبين الله سبحانه وتعالى ، أنه ليس له سلطان على أحد من عبيده سواء كان من المخلصين ، أو لم يكن من المخلصين . قال أهل المعاني : ليس لك عليهم سلطان على قلوبهم ، وسئل سفيان بن عيينة عن هذه الآية فقال : معناه ليس لك عليهم سلطان أن تلقيهم في ذنب يضيق عنه عفوي ، وهؤلاء خاصته أي الذين هداهم ، واجتباهم من عباده { إلا من اتبعك من الغاوين } يعني إلا من اتبع إبليس من الغاوين ، فإن له عليهم سلطاناً بسبب كونهم منقادين له فيما يأمرهم به { وإن جهنم لموعدهم أجمعين } يعني موعد إبليس وأتباعه وأشياعه { لها } يعني لجهنم { سبعة أبواب } يعني سبع طبقات . قال علي بن أبي طالب : تدرون كيف أبواب جهنم هكذا ووضع إحدى يديه على الأخرى أي سبعة أبواب بعضها فوق بعض . قال ابن جريج : النار سبع دركات أولها جهنم ، ثم لظى ، ثم الحطمة ، ثم السعير ، ثم سقر ، ثم الجحيم ، ثم الهاوية { لكل باب منهم جزء مقسوم } يعني لكل دركة قوم يسكنونها والجزء بعض الشيء وجزأته جعلته أجزاء ، والمعنى أن الله سبحانه وتعالى يجزىء أتباع إبليس سبعة أجزاء فيدخل كل قسم منهم في النار دركة من النار والسبب فيه أن مراتب الكفر مختلفة فلذلك اختلفت مراتبهم في النار ، قال الضحاك : في الدركة الأولى أهل التوحيد الذين أدخلوا النار يعذبون فيها بقدر ذنوبهم ثم يخرجون منها ، وفي الثانية النصارى ، وفي الثالثة اليهود ، وفي الرابعة الصابئون ، وفي الخامسة المجوس ، وفي السادسة أهل الشرك ، وفي السابعة المنافقون فذلك ، قوله سبحانه وتعالى { إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار } [ النساء : 145 ] عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لجهنم سبعة أبواب باب منها لمن سل السيف على أمتي أو قال على أمة محمد صلى الله عليه وسلم " أخرجه الترمذي . وقال : حديث غريب قوله سبحانه وتعالى { إن المتقين في جنات وعيون } المراد بالمتقين الذين اتقوا الشرك في قول جمهور المفسرين وقيل : هم الذين اتقوا الشرك والمعاصي والجنات والبساتين والعيون والأنهار الجارية في الجنات ، وقيل : يحتمل أن تكون هذه العيون غير الأنهار الكبار التي في الجنة ، وعلى هذا فهل يختص كل واحد من أهل الجنة بعيون أو تجري هذه العيون من بعضهم إلى بعض ؟ وكلا الأمرين محتمل فيحتمل أن كل واحد من أهل الجنة يختص بعيون تجري في جناته وقصوره ودوره فينتفع بها هو ومن يختص به من حوره وولدانه ، ويحتمل أنها تجري من جنات بعضهم إلى جنات بعض لأنهم قد طهروا من الحسد والحقد .