Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 76, Ayat: 10-16)
Tafsir: Lubāb at-taʾwīl fī maʿānī at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إنا نخاف من ربنا يوماً } يعني أن إحساننا إليكم للخوف من شدة ذلك اليوم لا لطلب مكافأتكم { عبوساً } وصف ذلك اليوم بالعبوس مجازاً كما يقال نهاره صائم ? والمراد أهله والمعنى تعبس فيه الوجوه من هوله وشدته وقيل وصف اليوم بالعبوس لما فيه من الشدة . { قمطريراً } يعني شديداً كريهاً يقبض الوجوه والجباه بالتعبيس ، وقيل العبوس الذي لا انبساط فيه ، والقمطرير الشديد ، وقيل هو أشد ما يكون من الأيام وأطوله في البلاء { فوقاهم الله شر ذلك اليوم } أي الذي يخافونه { ولقاهم نضرة } أي حسناً في وجوههم { وسروراً } أي في قلوبهم { وجزاهم بما صبروا } أي على طاعة الله واجتناب معصيته ، وقيل على الفقر والجوع مع الوفاء بالنذر والإيثار { جنة وحريراً } أي أدخلهم الجنة وألبسهم الحرير { متكئين فيها } أي في الجنة { على الأرائك } جمع أريكة وهي السرر في الحجال ولا تسمى أريكة إلا إذا اجتمعا { لا يرون فيها شمساً ولا زمهريراً } يعني لا يؤذيهم حر الشمس ، ولا برد الزمهرير كما كان يؤذيهم في الدنيا والزمهرير أشد البرد وحكى الزمخشري قولاً أن الزمهرير هو القمر وعن ثعلب أنه في لغة طيىء وأنشد : @ وليلة ظلامها قد اعتكر قطعتها والزمهرير ما زهر @@ والمعنى أن الجنة ضياء لا يحتاج فيها إلى شمس وقمر { ودانية عليهم ظلالها } أي قريبة منهم ظلال أشجارها { وذللت } أي سخرت وقربت { قطوفها } أي ثمارها { تذليلاً } أي يأكلون من ثمارها قياماً وقعوداً ومضطجعين ، ويتناولونها كيف شاؤوا وعلى أي حال أرادوا . { ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب } قيل هي الكيزان التي لا عرى لها كالقدح ونحوه { كانت قواريرا قواريرا من فضة } قال أهل التفسير أراد بياض الفضة في صفاء القوارير وهو الزجاج ، والمعنى أن آنية أهل الجنة من فضة بيضاء في صفاء الزجاج ، والمعنى يرى ما في باطنها من ظاهرها ، قال الكلبي : إن الله تبارك وتعالى جعل قوارير كل قوم من تراب أرضهم ، وإن أرض الجنة من فضة فجعل منها قوارير يشربون فيها ، وقيل إن القوارير التي في الدنيا من الرمل والقوارير التي في الجنة من الفضة ، ولكنها أصفى من الزجاج . { قدروها تقديراً } أي قدروا الكؤوس على قدر ريهم ، وكفايتهم لا تزيد ولا تنقص . والمعنى أن السقاة والخدم الذين يطوفون عليهم يقدرونها لهم ثم يسقونهم .