Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 77, Ayat: 24-32)
Tafsir: Lubāb at-taʾwīl fī maʿānī at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ويل يومئذ للمكذبين } أي المنكرين للبعث لأن القادر على الابتداء قادر على الإعادة { ألم نجعل الأرض كفاتاً } يعني وعاء وأصله الضم والجمع { أحياء وأمواتاً } يعني تكفتهم أحياء على ظهرها بمعنى تضمهم في دورهم ومنازلهم وتكفتهم أمواتاً في بطنها في قبورهم ، ولذلك تسمى الأرض أما لأنها تضم الناس كالأم تضم ولدها { وجعلنا فيها } أي في الأرض { رواسي شامخات } يعني جبالاً عاليات { وأسقيناكم ماء فراتاً } يعني عذاباً { ويل يومئذ للمكذبين } يعني أن هذا كله أعجب عن البعث فالقادر عليه قادر على البعث . قوله عز وجل : { انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون } يعني يقال للمكذبين بيوم القيامة في الدنيا انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون وهو العذاب ثم فسره بقوله { انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب } يعني دخان جهنم إذا سطع وارتفع تشعب ، وتفرق ثلاث فرق ، وكذلك شأن الدخان العظيم . فيقال لهم كونوا فيه إلى أن يفرغ من الحساب كما يكون أولياء الله تعالى في ظل عرشه ، وقيل يخرج عنق من النار فيتشعب ثلاث شعب على رؤوسهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم { لا ظليل } أي إن ذلك الظل لا يظل من حر { ولا يغني من اللهب } أي لا يرد عنهم لهب جهنم والمعنى أنهم إذا استظلوا بذلك الظل لا يدفع عنهم حر اللهب { إنها } يعني جهنم { ترمي بشرر } جمع شرارة وهي ما تطاير من النار { كالقصر } يعني كالبناء العظيم ونحوه قيل هي أصول الشجر ، والنخل العظام واحدتها قصرة وسئل ابن عباس عن قوله ، { ترمي بشرر كالقصر } فقال هي الخشب العظام المقطعة وكنا نعمد إلى الخشبة فنقطعها ثلاثة أذرع ، وفوق ذلك ودونه وندخرها للشتاء ، وكنا نسميها القصر .