Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 79, Ayat: 15-27)
Tafsir: Lubāb at-taʾwīl fī maʿānī at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { هل أتاك حديث موسى } يا محمد وذلك أنه صلى الله عليه وسلم شق عليه حين كذبه قومه ، فذكر له قصة موسى عليه الصلاة والسلام وأنه كان يتحمل المشاق من قومه ليتأسى به { إذ ناداه ربه بالواد المقدس } أي المطهر { طوى } هو اسم واد بالشام عند الطور { اذهب إلى فرعون إنه طغى } أي علا وتكبر وكفر بالله { فقل هل لك إلى أن تزكى } أي تتطهر من الشّرك والكفر ، وقيل معناه تسلم وتصلح العمل وقال ابن عباس : تشهد أن لا إله إلا الله { وأهديك إلى ربك } أي أدعوك إلى عبادة ربك وتوحيده { فتخشى } يعني عقابه وإنما خص فرعون بالذكر ، وإن كانت دعوة موسى شاملة لجميع قومه لأن فرعون كان أعظمهم فكانت دعوته دعوة لجميع قومه { فأراه } أي أرى موسى فرعون { الآية الكبرى } يعني اليد البيضاء والعصا { فكذب } يعني فرعون بأنها من الله { وعصى } أي تمرد وأظهر التجبر { ثم أدبر } أي أعرض عن الإيمان { يسعى } يعمل الفساد في الأرض { فحشر } أي فجمع قومه وجنوده { فنادى } أي لما اجتمعوا { فقال } يعني فرعون لقومه { أنا ربكم الأعلى } أي لا رب فوقي ، وقيل أراد أن الأصنام أرباب وهو ربها وربهم { فأخذه الله نكال الآخرة والأولى } أي عاقبة فجعله عبرة لغيره بأن أغرقه في الدنيا ويدخله النار في الآخرة ، وقيل أراد بالآخرة والأولى كلمتي فرعون وهما قوله { ما علمت لكم من إله غيري } [ القصص : 38 ] وقوله { أنا ربكم الأعلى } وكان بينهما أربعون سنة { إن في ذلك } أي في الذي فعل بفرعون حين كذب وعصى { لعبرة } أي عظة { لمن يخشى } أي يخاف الله عز وجل ثم عاتب منكري البعث فقال تعالى : { أأنتم أشد خلقاً أم السماء بناها } معناه أخلقكم بعد الموت أشد أم خلق السّماء عندكم في تقديركم . فإن كلا الأمرين بالنسبة إلى قدرة الله واحد ، لأن خلق الإنسان على صغره وضعفه إذا أضيف إلى خلق السماء مع عظمها وعظم أحوالها كان يسيراً فبين تعالى : أن خلق السماء أعظم ، وإذا كان كذلك كان خلقكم بعد الموت أهون على الله تعالى : فكيف تنكرون ذلك مع علمكم بأنه خلق السموات والأرض ولا تنكرون ذلك . ثم إنه تعالى ذكر كيفية خلق السّماء والأرض فقال تعالى : { رفع سمكها … } .