Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 79, Ayat: 8-14)

Tafsir: Lubāb at-taʾwīl fī maʿānī at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قلوب يومئذ واجفة } { يوم ترجف الراجفة } [ النازعات : 8 ] يعني النفخة الأولى يتزلزل ويتحرك لها كل شيء ، ويموت منها جميع الخلق { تتبعها الرادفة } يعني النفخة الثانية ردفت الأولى وبينهما أربعون سنة ، وقال قتادة : هما صيحتان فالأولى تميت كل شيء ، والأخرى تحيي كل شيء بإذن الله عز وجلّ وقيل الرّاجفة التي تزلزل الأرض ، والجبال والرادفة التي تشق السماء ، وقيل الراجفة القيامة والرّادفة البعث يوم القيامة روى البغوي بسند الثعلبي عن أبي بن كعب قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ربع اللّيل قام وقال : أيّها الناس اذكروا الله جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاء الموت بما فيه " . قوله عز وجل : { قلوب يومئذ واجفة } أي خافقة قلقة مضطربة ، وقيل وجله زائلة عن أماكنها { أبصارها خاشعة } أي أبصار أهلها خاشعة ذليلة ، والمراد بها الكفار بدليل قوله تعالى { يقولون } يعني المنكرين للبعث إذا قيل لهم إنكم مبعوثون بعد الموت . { أئنا لمردودون في الحافرة } يعني أنرد إلى أول الحال ، وابتداء الأمر فنصير أحياء بعد الموت كما كنا أول مرة والعرب تقول رجع فلان في حافرته ، أي رجع من حيث جاء فالحافرة عنده اسم لابتداء الشيء وأول الشيء ويقال رجع فلان في حافرته أي في طريقه الذي جاء منه يحفره بمشيئته ، فحصل بأثر قدميه حفر فهي محفورة في الحقيقة ، وقيل الحافرة الأرض التي تحفر فيها قبورهم سميت حافرة لأنها يستقر عليها الحافر ، والمعنى أئنا لمردودون إلى الأرض فنبعث خلقاً جديداً نمشي عليها ، وقيل الحافرة النار { أئذا كنا عظاماً نخرة } أي بالية وقرىء ناخرة وهما بمعنى ، وقيل الناخرة المجوفة التي يمر فيها الريح فتنخر أي توصت { قالوا } يعني المنكرين للبعث إذا عاينوا أهوال القيامة { تلك إذاً كرة خاسرة } أي رجعة غابنة يعني إن رددنا بعد الموت لنخسرن بما يصيبنا بعد الموت . { فإنما هي } يعني النفخة الأخيرة { زجرة واحدة } أي صيحة واحدة يجمعون بها جميعاً { فإذا هم بالساهرة } يعني وجه الأرض سميت ساهرة لأن عليها نوم الحيوان وسهرهم ، وقيل هي التي كثر الوطء عليها كأنها سهرت ، والمعنى أنهم كانوا في بطن الأرض . فلما سمعوا الصيحة صاروا على وجهها ، وقيل هي أرض الشام وقيل أرض القيامة ، وقيل هي أرض جهنم .