Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 14, Ayat: 42-43)
Tafsir: al-Baḥr al-muḥīṭ
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شخص البصر أحد النظر ، ولم يستقرّ في مكانه . المهطع : المسرع في مشيه . قال الشاعر : @ بمهطع سرح كأن عنانه في رأس جذع من أراك مشذب @@ وقال عمران بن حطان : @ إذا دعانا فأهطعنا لدعوته داع سميع فلبونا وساقونا @@ وقال أبو عبيدة : قد يكون الأهطاع الإسراع وإدامة النظر . المقنع : هو الرافع رأس المقبل ببصره على ما بين يديه ، قاله ابن عرفة والقتبي . وقال الشاعر : @ يباكرن العصاة بمقنعات نواجذهن كالحدإ الوقيع @@ يصف الإبل بالإقناع عند رعيها أعالي الشجر ، ويقال : أقنع رأسه نكسه وطأطأه ، فهو من الأضداد . قال المبرد : وكونه بمعنى رفع أعرف في اللغة انتهى . وقيل : منه قنع الرجل إذا رضي ، كأنه رفع رأسه عن السؤال . وفم مقنع معطوفة أسنانه إليه داخلاً ، ورجل مقنع بالتشديد عليه بيضة الرأس معروف ، ويجمع في القلة على أرؤس . الطرف : العين . وقال الشاعر : @ وأغض طرفي ما بدت لي جارتي حتى يواري جارتي مأواها @@ ويقال : طرف الرجل طبق جفنه على الآخر ، وسمي الجفن طرفاً لأنه يكون فيه ذلك . الهواء : ما بين السماء والأرض ، وهو الخلاء الذي لم تشغله الأجرام الكثيفة ، واستعير للجبان فقيل : قلب فلان هواء . وقال الشاعر : @ كأن الرحل منها فوق صعل من الظلمات جؤجؤه هواء @@ { ولا تحسبن الله غافلاًً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار مهطعين مقنعي رءُوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء } : الخطاب بقوله : ولا تحسبن ، للسامع الذي يمكن منه حسبان مثل هذا لجهله بصفات الله ، لا للرسول صلى الله عليه وسلم ، فإنه مستحيل ذلك في حقه . وفي هذه الآية وعيد عظيم للظالمين ، وتسلية للمظلومين . وقرأ طلحة : ولا تحسب بغير نون التوكيد ، وكذا فلا تحسب الله مخلف وعده . والمراد بالنهي عن حسبانه غافلاً الإيذان بأنه عالم بما يفعل الظالمون ، لا يخفى عليه منه شيء ، وأنه معاقبهم على قليله وكثيره على سبيل الوعيد والتهديد كقوله : { والله بما تعملون عليم } [ البقرة : 283 ] يريد الوعيد . ويجوز أن يراد : ولا تحسبنه ، يعاملهم معاملة الغافل عما يعملون ، ولكن معاملة الرقيب عليهم المحاسب على النقير والقطمير . وقرأ السلمي والحسن ، والأعرج ، والمفضل ، عن عاصم وعباس بن الفضل ، وهارون العتكي ، ويونس بن حبيب ، عن أبي عمر : ونؤخرهم بنون العظمة ، والجمهور بالياء أي : يؤخرهم الله . مهطعين مسرعين ، قاله : ابن جبير وقتادة . وذلك بذلة واستكانة كإسراع الأسير والخائف . وقال ابن عباس ، وأبو الضحى : شديدي النظر من غير أنْ يطرقوا . وقال ابن زيد : غير رافعي رؤوسهم . وقال مجاهد : مد يمين النظر . وقال الأخفش : مقبلين للإصغاء ، وأنشد : @ بـدجلة دارهـم ولقـد أراهـم بدجلة مهطعين إلى السماع @@ وقال الحسن : مقنعي رؤوسهم وجوه الناس يومئذ إلى السماء ، لا ينظر أحد إلى أحد انتهى . وقال ابن جريج : هواء صفر من الخير خاوية منه . وقال أبو عبيدة : جوف لا عقول لهم . وقال ابن عباس ، ومجاهد ، وابن زيد : خربة خاوية ليس فيها خير ولا عقل . وقال سفيان : خالية إلا من فزع ذلك اليوم كقوله : وأصبح فؤاد أم موسى فارغاً ، أي : إلا من هم موسى . وهواء تشبيه محض ، لأنها ليست بهواء حقيقة ، ويحتمل أن يكون التشبيه في فراغها من الرجاء والطمع في الرحمة ، فهي منحرقة مشبهة الهواء في تفرغه من الأشياء وانخراقه ، وأن يكون في اضطراب أفئدتهم وجيشانها في الصدور ، وأنها تجيء وتذهب وتبلغ على ما روي حناجرهم ، فهي في ذلك كالهواء الذي هو أبداً في اضطراب . وحصول هذه الصفات الخمس للظالمين قبل المحاسبة بدليل ذكرها عقيب قوله : يوم يقوم الحساب . وقيل : عند إجابة الداعي ، والقيام من القبور . وقيل : عند ذهاب السعداء إلى الجنة ، والأشقياء إلى النار .