Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 88-88)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَرَزَقَنِى مِنْهُ } أي من لدنه { رِزْقًا حَسَنًا } وهو ما رزقه من النبوّة والحكمة . وقيل { رِزْقًا حَسَنًا } حلالاً طيباً من غير بخس ولا تطفيف . فإن قلت أين جواب { أَرَءيْتُمْ } وما له لم يثبت كما أثبت في قصة نوح ولوط ؟ قلت جوابه محذوف ، وإنما لم يثبت لأنّ إثباته في القصتين دلّ على مكانه ، ومعنى الكلام ينادي عليه . والمعنى أخبروني إن كنت على حجة واضحة ويقين من ربي وكنت نبياً على الحقيقة ، أيصح لي أن لا آمركم بترك عبادة الأوثان والكف عن المعاصي والأنبياء لا يبعثون إلا لذلك يقال خالفني فلان إلى كذا إذا قصده وأنت مول عنه ، وخالفني عنه إذا ولي عنه وأنت قاصده . ويلقاك الرجل صادراً عن الماء فتسأله عن صاحبه ؟ فيقول خالفني إلى الماء ، يريد أنه قد ذهب إليه وارداً وأنا ذاهب عنه صادراً . ومنه قوله تعالى { وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَا أَنْهَـٰكُمْ عَنْهُ } يعني أن أسبقكم إلى شهواتكم التي نهيتكم عنها ، لأستبد بها دونكم { إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ ٱلإِصْلَـٰحَ } ما أريد إلا أن أصلحكم بموعظتي ونصيحتي وأمري بالمعروف ونهي عن المنكر { مَا ٱسْتَطَعْتُ } ظرف ، أي مدّة استطاعتي للإصلاح ، وما دمت متمكنا منه لا آلو فيه جهداً . أو بدل من الإصلاح ، أي المقدار الذي استطعته منه . ويجوز أن يكون على تقدير حذف المضاف على قولك إلا الإصلاح إصلاح ما استطعت . أو مفعول له كقوله @ ضَعِيفُ النِّكَايةِ أَعْدَاءَهُ @@ أي ما أريد إلا أن أصلح ما استطعت إصلاحه من فاسدكم { وَمَا تَوْفِيقِىۤ إِلاَّ بِٱللَّهِ } وما كوني موفقاً لإصابة الحق فيما آتي وأذر ، ووقوعه موافقاً لرضا الله إلا بمعونته وتأييده والمعنى أنه استوفق ربه في إمضاء الأمر على سننه ، وطلب منه التأييد والإظهار على عدوّه ، وفي ضمنه تهديد للكفار وحسم لأطماعهم فيه .