Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 89-90)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
« جرم » مثل كسب في تعديه إلى مفعول واحد ، وإلى مفعولين تقول جرم ذنباً وكسبه ، وجرمته ذنباً وكسبته إياه ، قال @ جَرِمَتْ فَزَارَةُ بَعْدَهَا أَنْ يَغْضَبُوا @@ ومنه قوله تعالى { لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِى أَن يُصِيبَكُم } أي لا يكسبنكم شقاقي إصابة العذاب . وقرأ ابن كثير بضم الياء ، من أجرمته ذنباً ، إذا جعلته جارماً له ، أي كاسباً ، وهو منقول من جرم المتعدي إلى مفعول واحد ، كما نقل أكسبه المال ، من كسب المال . وكما لا فرق بين كسبته ما لا وأكسبته إياه ، فكذلك لا فرق بين جرمته ذنباً وأجرمته إياه . والقراءتان مستويتان في المعنى لا تفاوت بينهما . إلا أن المشهورة أفصح لفظاً ، كما إن كسبته ما لا أفصح من أكسبته . والمراد بالفصاحة أنه على ألسنة الفصحاء من العرب الموثوق بعربيتهم أدور ، وهم له أكثر استعمالاً . وقرأ أبو حيوة ، ورويت عن نافع { مّثْلُ مَا أَصَابَ } ، بالفتح لإضافته إلى غير متمكن ، كقوله @ لَمْ يَمْنَعِ الشُّرْب مِنْهَا غَيْرَ أَنْ نَطَقَتْ @@ { وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مّنكُم بِبَعِيدٍ } يعني أنهم أهلكوا في عهد قريب من عهدكم ، فهم أقرب الهالكين منكم . أو لا يبعدون منكم في الكفر والمساوي وما يستحق به الهلاك . فإن قلت ما لبعيد لم يرد على ما يقتضيه قوم من حمله على لفظه أو معناه ؟ قلت إما أن يراد وما إهلاكهم ببعيد ، أو ما هم بشيء بعيد أو بزمان أو مكان بعيد . ويجوز أن يسوي في قريب وبعيد ، وقليل وكثير ، بين المذكر والمؤنث لورودها على زنة المصادر التي هي الصهيل والنهيق ونحوهما { رَحِيمٌ وَدُودٌ } عظيم الرحمة للتائبين ، فاعل بهم ما يفعل البليغ المودّة بمن يودّه ، من الإحسان والإجمال .