Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 39-40)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يٰصَاحِبَىِ ٱلسّجْنِ } يريد يا صاحبيَّ في السجن ، فأضافهما إلى السجن كما تقول يا سارق الليلة ، فكما أن الليلة مسروق فيها غير مسروقة ، فكذلك السجن مصحوب فيه غير مصحوب ، وإنما المصحوب غيره وهو يوسف عليه السلام ، ونحوه قولك لصاحبيك يا صاحبي الصدق فتضيفهما إلى الصدق ، ولا تريد أنهما صحبا الصدق ، ولكن كما تقول رجلا صدق ، وسميتهما صاحبين لأنهما صحباك . ويجوز أن يريد يا ساكني السجن ، كقوله { أَصْحَـٰبُ ٱلنَّارِ وَأَصْحَـٰبُ ٱلْجَنَّةِ } الحشر 20 { ءَأرْبَابٌ مُّتَّفَرّقُونَ } يريد التفرّق في العدد والتكاثر . يقول أأن تكون لكما أرباب شتى ، يستعبدكما هذا ويستعبدكما هذا { خَيْرٌ } لكما { أَمِ } أن يكون لكما رب واحد قهار لا يغالب ولا يشارك في الربوبية ، بل هو { ٱلْقَهَّارُ } الغالب ، وهذا مثل ضربه لعبادة الله وحده ولعبادة الأصنام { مَا تَعْبُدُونَ } خطاب لهما ولمن على دينهما من أهل مصر { إِلاَّ أَسْمَاء } يعني أنكم سميتم ما لا يستحق الإلهية آلهة ، ثم طفقتم تعبدونها ، فكأنكم لا تعبدون إلا أسماء فارغة لا مسميات تحتها . ومعنى { سَمَّيْتُمُوهَا } سميتم بها . يقال سميته بزيد ، وسميته زيداً { مَّا أَنزَلَ ٱللَّهُ بِهَا } أي بتسميتها { مّن سُلْطَـٰنٍ } من حجة { إِنِ ٱلْحُكْمُ } في أمر العبادة والدين { أَلاَ لِلَّهِ } ثم بين ما حكم به فقال { أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذٰلِكَ ٱلدّينُ ٱلْقَيّمُ } الثابت الذي دلت عليه البراهين .