Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 14, Ayat: 40-41)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَمِن ذُرّيَّتِى } وبعض ذرّيتي ، عطفاً على المنصوب في اجعلني ، وإنما بعض لأنه علم بإعلام الله أنه يكون في ذرّيته كفار ، وذلك قوله { لاَ يَنَالُ عَهْدِي ٱلظَّـٰلِمِينَ } البقرة 124 . { وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ } أي عبادتي { وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } مريم 48 في قراءة أبيّ « ولأبويّ » . وقرأ سعيد بن جبير « ولو الدي » ، على الإفراد ، يعني أباه ، وقرأ الحسن بن علي رضي الله عنهما « ولولديّ » يعني إسماعيل وإسحاق . وقرىء « لولدي » بضم الواو . والولد بمعنى الولد ، كالعدم والعدم . وقيل جمع ولد ، كأسد في أسد . وفي بعض المصاحف ولذرّيتي . فإن قلت كيف جاز له أن يستغفر لأبويه وكانا كافرين ؟ قلت هو من مجوّزات العقل لا يعلم امتناع جوازه إلا بالتوقيف . وقيل أراد بوالديه آدم وحواء وقيل بشرط الإسلام . ويأباه قوله { إِلاَّ قَوْلَ إِبْرٰهِيمَ لاِبِيهِ لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ } الممتحنة 4 لأنه لو شرط الإسلام لكان استغفاراً صحيحاً لا مقال فيه ، فكيف يستثني الاستغفار الصحيح من جملة ما يؤتسى فيه بإبراهيم { يَوْمَ يَقُومُ ٱلْحِسَابُ } أي يثبت ، وهو مستعار من قيام القائم على الرجل ، والدليل عليه قولهم قامت الحرب على ساقها . ونحوه قولهم ترجلت الشمس إذا أشرقت وثبت ضوؤها ، كأنها قامت على رجل . ويجوز أن يسند إلى الحساب قيام أهله إسناداً مجازياً ، أو يكون مثل { وَسْئَلِ ٱلْقَرْيَةَ } يوسف 82 وعن مجاهد قد استجاب الله له فيما سأل ، فلم يعبد أحد من ولده صنماً بعد دعوته ، وجعل البلد آمناً ، ورزق أهله من الثمرات . وجعله إماماً ، وجعل في ذريته من يقيم الصلاة ، وأراه مناسكه ، وتاب عليه ، وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال كانت الطائف من أرض فلسطين ، فلما قال إبراهيم { رَّبَّنَآ إِنَّيۤ أَسْكَنتُ } الآية إبراهيم 37 ، رفعها الله فوضعها حيث وضعها رزقاً للحرم .