Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 110-111)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ } دلالة على تباعد حال هؤلاء من حال أولئك ، وهم عمار وأصحابه . ومعنى إنّ ربك لهم ، أنه لهم لا عليهم ، بمعنى أنه وليهم وناصرهم لا عدوّهم وخاذلهم ، كما يكون الملك للرجل لا عليه ، فيكون محمياً منفوعاً غير مضرور { مِن بَعْدِ مَا فُتِنُواْ } بالعذاب والإكراه على الكفر . وقرىء « فتنوا » على البناء للفاعل ، أي بعد ما عذبوا المؤمنين كالحضرمي وأشباهه { مِن بَعْدِهَا } من بعد هذه الأفعال وهي الهجرة والجهاد والصبر { يَوْمَ تَأْتِى } منصوب برحيم . أو بإضمار اذكر . فإن قلت ما معنى النفس المضافة إلى النفس ؟ قلت يقال لعين الشيء وذاته نفسه ، وفي نقيضه غيره ، والنفس الجملة كما هي ، فالنفس الأولى هي الجملة ، والثانية عينها وذاتها ، فكأنه قيل يوم يأتي كل إنسان يجادل عن ذاته لا يهمه شأن غيره ، كل يقول نفسي نفسي . ومعنى المجادلة عنها الاعتذار عنها كقوله { هَـؤُلاء أَضَلُّونَا } الأعراف 38 ، { مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ } الأنعام 23 ونحو ذلك .