Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 30-33)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أنطقه الله أوّلاً بأنه عبد الله رداً لقول النصارى و { ٱلْكِتَـٰبِ } هو الإنجيل . واختلفوا في نبوّته ، فقيل أعطيها في طفوليته أكمل الله عقله ، واستنبأه طفلاً نظراً في ظاهر الآية . وقيل معناه إنّ ذلك سبق في قضائه . أو جعل الآتي لا محالة كأنه قد وجد { وَجَعَلَنِى مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ } عن رسول الله صلى الله عليه وسلم 661 " نفَّاعَا حيثُ كنتُ " وقيل معلماً للخير . وقرىء « وَبِرَّاً » عن أبي نهيك ، جعل ذاته برا لفرط بره . أو نصبه بفعل في معنى أوصاني وهو كلفني لأن أوصاني بالصلاة وكلفنيها واحد { وَٱلسَّلَـٰمُ عَلَىَّ } قيل أدخل لام التعريف لتعرفه بالذكر قبله ، كقولك جاءنا رجل ، فكان من فعل الرجل كذا ، والمعنى ذلك السلام الموجه إلى يحيى في المواطن الثلاثة موجه إليّ . والصحيح أن يكون هذا التعريف تعريضاً باللعنة على متهمي مريم عليها السلام ، وأعدائها من اليهود . وتحقيقه أن اللام للجنس ، فإذا قال وجنس السلام عليّ خاصة فقد عرض بأن ضدّه عليكم . ونظيره قوله تعالى { وَٱلسَّلَـٰمُ عَلَىٰ مَنِ ٱتَّبَعَ ٱلْهُدَىٰ } طه 47 يعني أنّ العذاب على من كذب وتولى ، وكان المقام مقام مناكرة وعناد ، فهو مئنة لنحو هذا من التعريض .