Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 58-58)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أُوْلَـٰئِكَ } إشارة إلى المذكورين في السورة من لدن زكريا إلى إدريس عليه السلام . و « من » في { مّنَ ٱلنَّبِيّيْنَ } للبيان مثلها في قوله تعالى في آخر سورة الفتح { وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً } الفتح29 لأن جميع الأنبياء منعم عليهم . ومن الثانية للتبعيض ، وكان إدريس من ذرية آدم لقربه منه لأنه جد أبي نوح . وإبراهيم عليه السلام من ذرية من حمل مع نوح لأنه من ذرية سام بن نوح ، وإسماعيل من ذرية إبراهيم . وموسى وهٰرون وزكريا ويحيى من ذرية إسرائيل . وكذلك عيسى لأنّ مريم من ذرّيته { وَمِمَّنْ هَدَيْنَا } يحتمل العطف على من الأولى والثانية . إن جعلت الذين خبراً لأولئك كان { إِذَا تُتْلَىٰ } كلاماً مستأنفاً . وإن جعلته صفة له كان خبراً . قرأ شبل بن عباد المكي « يتلى » بالتذكير لأن التأنيث غير حقيقي مع وجود الفاصل البكي جمع باك ، كالسجود والقعود في جمع ساجد وقاعد . عن رسول الله صلى الله عليه وسلم 667 " اتْلُوا القرآنَ وابكُوا . فإنْ لمَ تبكُوا فَتَباكَوا " وعن صالح المري رضي الله عنه قرأتُ القرآنَ على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقال لي { هِذِهِ القراءةُ يا صالحُ ، فأينَ البكاءُ } ؟ وعن ابن عباس رضي الله عنهما إذا قرأتُم سجدةَ سبحانَ فلا تعجلُوا بالسجودِ حتى تبكُوا ، فإنْ لم تبكِ عينُ أحدكم فليبكِ قلبُهُ . وعن رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم 668 " إن القرآنَ أُنْزِلَ بحزنٍ فإذَا قرأتمُوهُ فتحازَنُوا " وقالوا يدعو في سجدة التلاوة بما يليق بآيتها ، فإن قرأ آية تنزيل السجدة قال اللهم اجعلني من الساجدين لوجهك المسبحين بحمدك ، وأعوذ بك أن أكون من المستكبرين عن أمرك . وإن قرأ سجدة سبحان قال اللهم اجعلني من الباكين إليك الخاشعين لك . وإن قرأ هذه قال اللهم اجعلني من عبادك المنعم عليهم المهتدين ، الساجدين لك ، الباكين عند تلاوة آياتك .