Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 149-154)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ } أي ومن أي بلد خرجت للسفر { فَولِّ وَجْهَكَ شَطْرَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ } إذا صليت { وَإِنَّهُ } وإن هذا المأمور به . وقرىء « تعملون » بالتاء والياء . وهذا التكرير لتأكيد أمر القبلة وتشديده ، لأنّ النسخ من مظانّ الفتنة والشهبة وتسويل الشيطان والحاجة إلى التفصلة بينه وبين البداء ، فكرر عليهم ليثبتوا ويعزموا ويجدّوا ، ولأنه نيط بكل واحد ما لم ينط بالآخر فاختلفت فوائدها { إِلاَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } استثناء من الناس ، ومعناه ، لئلا يكون حجة لأحد من اليهود إلا للمعاندين منهم القائلين ما ترك قبلتنا إلى الكعبة إلا ميلاً إلى دين قومه وحباً لبلده ، ولو كان على الحق للزم قبلة الأنبياء . فإن قلت أي حجة كانت تكون للمنصفين منهم لو لم يحوّل حتى احترز من تلك الحجة ولم يبال بحجة المعاندين ؟ قلت كانوا يقولون ما له لا يحوّل إلى قبلة أبيه إبراهيم كما هو مذكور في نعته في التوراة ؟ فإن قلت كيف أطلق اسم الحجة على قول المعاندين ؟ قلت لأنهم يسوقونه سياق الحجة . ويجوز أن يكون المعنى لئلا يكون للعرب عليكم حجة واعتراض في ترككم التوجه إلى الكعبة التي هي قبلة إبراهيم وإسماعيل أبي العرب ، إلا الذين ظلموا منهم وهم أهل مكة حين يقولون بدا له فرجع إلى قبلة آبائه ، ويوشك أن يرجع إلى دينهم . وقرأ زيد بن علي رضي الله عنهما « ألا الذين ظلموا منهم » ، على أنّ ألا للتنبيه ووقف على حجة ، ثم استأنف منبها { فَلاَ تَخْشَوْهُمْ } فلا تخافوا مطاعنهم في قبلتكم فإنهم لا يضرونكم { وَٱخْشَوْنِى } فلا تخالفوا أمري وما رأيته مصلحة لكم . ومتعلق اللام محذوف ، معناه ولإتمامي النعمة عليكم وإرادتي اهتداءكم أمرتكم بذلك أو يعطف على علة مقدّرة ، كأنه قيل واخشوني لأوفقكم ولأتمّ نعمتي عليكم . وقيل هو معطوف على لئلا يكون . وفي الحديث 69 " تمام النعمة دخول الجنة " وعن علي رضي الله عنه تمام النعمة الموت على الإسلام . { كَمَا أَرْسَلْنَا } إمّا أن يتعلق بما قبله ، أي ولأتمّ نعمتي عليكم في الآخرة بالثواب كما أتممتها عليكم في الدنيا بإرسال الرسول ، أو بما بعده أي كما ذكرتكم بإرسال الرسول { فَٱذْكُرُونِى } بالطاعة { أَذْكُرْكُمْ } بالثواب { وَٱشْكُرُواْ لِي } ما أنعمت به عليكم { وَلاَ تَكْفُرُونِ } ولا تجحدوا نعمائي . { أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء } هم أموات بل هم أحياء { وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ } كيف حالهم في حياتهم . وعن الحسن أنّ الشهداء أحياء عند الله تعرض أرزاقهم على أرواحهم ، فيصل إليهم الروح والفرح ، كما تعرض النار على أرواح آل فرعون غدوة وعشيا ، فيصل إليهم الوجع . وعن مجاهد يرزقون ثمر الجنة ويجدون ريحها وليسوا فيها . وقالوا يجوز أن يجمع الله من أجزاء الشهيد جملة فيحييها ويوصل إليها النعيم وإن كانت في حجم الذّرة . وقيل نزلت في شهداء بدر وكانوا أربعة عشر .