Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 210-210)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
إتيان الله إتيان أمره وبأسه كقوله { أَوْ يَأْتِىَ أَمْرُ رَبّكَ } النحل 33 ، { جَآءَهُمْ بَأْسُنَا } الأنعام 43 ويجوز أن يكون المأتي به محذوفاً ، بمعنى أن يأتيهم الله ببأسه أو بنقمته للدلالة عليه بقوله { إنَّٱللَّهَ عَزِيزٌ } { فِي ظُلَلٍ } جمع ظلة وهي ما أظلك . وقرىء « ظلال » وهي جمع ظلة ، كقلة وقلال أو جمع ظل . وقرىء والملائكة بالرفع كقوله { هَلْ يَنظُرُونَ إِلا أَن تَأْتِيهُمُ ٱلْمَلَـٰئِكَةُ } الأنعام 158 وبالجر عطف على ظلل أو على الغمام . فإن قلت لِمَ يأتيهم العذاب في الغمام ؟ قلت لأنّ الغمام مظنة الرحمة ، فإذا نزل منه العذاب كان الأمر أفظع وأهول ، لأن الشر إذا جاء من حيث لا يحتسب كان أغم ، كما أن الخير إذا جاء من حيث لا يحتسب كان أسرّ ، فكيف إذا جاء الشر من حيث يحتسب الخير ، ولذلك كانت الصاعقة من العذاب المستفظع لمجيئها من حيث يتوقع الغيث . ومن ثمة اشتد على المتفكرين في كتاب الله قوله تعالى { وَبَدَا لَهُمْ مّنَ ٱللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُواْ يَحْتَسِبُونَ } الزمر 47 . { وَقُضِىَ ٱلأَمْرُ } وأتم أمر إهلاكهم وتدميرهم وفرغ منه . وقرأ معاذ بن جبل رضي الله عنه « وقضاء الأمر » ، على المصدر المرفوع عطفاً على الملائكة . وقرىء « ترجِع » ، « وترجَع » ، على البناء للفاعل والمفعول بالتأنيث والتذكير فيهما .