Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 84-86)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُمْ } لا يفعل ذلك بعضكم ببعض . جعل غير الرجل نفسه . إذا اتصل به أصلاً أو ديناً . وقيل إذا قتل غيره فكأنما قتل نفسه ، لأنه يقتص منه . { ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ } بالميثاق واعترفتم على أنفسكم بلزومه { وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ } عليها كقولك فلان مقرّ على نفسه بكذا شاهد عليها . وقيل وأنتم تشهدون اليوم يا معشر اليهود على إقرار أسلافكم بهذا الميثاق { ثُمَّ أَنتُمْ هَـٰؤُلاء } استبعاد لما أسند إليهم من القتل والإجلاء والعدوان بعد أخذ الميثاق منهم وإقرارهم وشهادتهم . والمعنى ثم أنتم بعد ذلك هؤلاء المشاهدون ، يعني أنكم قوم آخرون غير أولئك المقرّين تنزيلاً ، لتغير الصفة منزلة وتغير الذات ، كما تقول رجعت بغير الوجه الذي خرجت به . وقوله { تَقْتُلُونَ } بيان لقوله { ثُمَّ أَنتُمْ هَـٰؤُلاء } وقيل هؤلاء موصول بمعنى الذي . وقرىء « تظَّاهرون » بحذف التاء وإدغامها . وتتظاهرون بإثباتها وتظهرون بمعنى تتظهرون أي تتعاونون عليهم . وقرىء « تفدوهم » ، « وتفادوهم » . « وأسرى » ، « وأسارى » { وَهُوَ } ضمير الشأن . ويجوز أن يكون مبهماً تفسيره { إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ ٱلْكِتَـٰبِ } أي بالفداء { وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ } أي بالقتال والإجلاء . وذلك أنّ قريظة كانوا حلفاء الأوس ، والنضير كانوا حلفاء الخزرج ، فكان كل فريق يقاتل مع حلفائه ، وإذا غلبوا خربوا ديارهم وأخرجوهم ، وإذا أسر رجل من الفريقين جمعوا له حتى يفدوه . فعيرتهم العرب وقالت كيف تقاتلونهم ثم تفدونهم . فيقولون أمرنا أن نفديهم وحرم علينا قتالهم ، ولكنا نستحي أن نذل حلفاءنا . والخزي قتل بني قريظة وأسرهم وإجلاء بني النضير . وقيل الجزية . وإنما ردّ من فعل منهم ذلك إلى أشدّ العذاب ، لأن عصيانه أشدّ . وقرىء « يردّون » ، « ويعملون » بالياء والتاء { فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ } عذاب الدنيا بنقصان الجزية ، ولا ينصرهم أحد بالدفع عنهم . وكذلك عذاب الآخرة .