Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 49-50)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
خاطب الاثنين ، ووجه النداء إلى أحدهما وهو موسى لأنه الأصل في النبوّة ، وهٰرون وزيره وتابعه . ويحتمل أن يحمله خبثه ودعارته على استدعاء كلام موسى دون كلام أخيه . لما عرف من فصاحة هٰرون والرتة في لسان موسى . ويدل عليه قوله { أَمْ أَنَآ خَيْرٌ مِّنْ هَـٰذَا ٱلَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلاَ يَكَادُ يُبِينُ } الزخرف 52 { خَلَقَهُ } أول مفعولي أعطى ، أي أعطى خليقته كل شيء يحتاجون إليه ويرتفقون به . أو ثانيهما ، أي أعطى كل شيء صورته وشكله الذي يطابق المنفعة المنوطة به ، كما أعطى العين الهيئة التي تطابق الإبصار ، والأذن الشكل الذي يوافق الاستماع ، وكذلك الأنف واليد والرجل واللسان كل واحد منها مطابق لما علق به من المنفعة ، غير ناب عنه . أو أعطى كل حيوان نظيره في الخلق والصورة ، حيث جعل الحصان والحِجر . زوجين ، والبعير والناقة ، والرجل والمرأة ، فلم يزاوج منها شيئاً غير جنسه وما هو على خلاف خلقه . وقرىء « خَلَقَهُ » صفة للمضاف أو للمضاف إليه ، أي كل شيء خلقه الله لم يخله من عطائه وإنعامه { ثُمَّ هَدَىٰ } أي عرف كيف يرتفق بما أعطى ، وكيف يتوصل إليه . ولله درّ هذا الجواب ما أخصره وما أجمعه ، وما أبينه لمن ألقى الذهن ونظر بعين الإنصاف وكان طالباً للحق .