Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 68-70)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ٱلْقَوْلُ } القرآن ، يقول أفلم يتدبروه ليعلموا أنه الحق المبين فيصدّقوا به وبمن جاء به ، بل { جَآءَهُمْ مَّا لَمْ يَأْتِ ءابَاءهُمُ } فلذلك أنكروه واستبدعوه ، كقوله { لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أُنذِرَ ءابَاؤُهُمْ فَهُمْ غَـٰفِلُونَ } يس 6 أو ليخافوا عنه تدبر آياته وأقاصيصه مثل ما نزل بمن قبلهم من المكذبين ، أم جاءهم من الأمن ما لم يأت أباءهم حين خافوا الله فآمنوا به وبكتبه ورسله وأطاعوه ؟ وآباؤهم إسماعيل وأعقابه من عدنان وقحطان . وعن النبي صلى الله عليه وسلم 724 " لا تسبُّوا مضرَ ولا ربيعةَ فإنّهمَا كانَا مسلمينَ ، ولا تسبُّوا قساً فإنّه كان مسلمَاً ، ولا تسبُّوا الحارثَ بنَ كعبٍ ولا أَسدَ بنَ خُزيمةَ ولا تميمَ بنَ مرَّ . فإنهم كانُوا على الإسلامِ ، وما شككْتُم فيه من شيء فلا تشكُّوا في أن تبَعاً كان مسلماً " وروي في أنّ ضبة كان مسلماً ، وكان على شرطة سليمان بن داود { أَمْ لَمْ يَعْرِفُواْ } محمداً وصحة نسبه ، وحلوله في سطة هاشم ، وأمانته ، وصدقه ، وشهامته ، وعقله واتسامه بأنه خير فتيان قريش ، والخطبة التي خطبها أبو طالب في نكاح خديجة بنت خويلد ، كفى برغائها منادياً . الجنة الجنون وكانوا يعلمون أنه بريء منها وأنه أرجحهم عقلاً وأثقبهم ذهناً ، ولكنه جاءهم بما خالف شهواتهم وأهواءهم ، ولم يوافق ما نشأوا عليه ، وسيط بلحومهم ودمائهم من اتباع الباطل ، ولم يجدوا له مردّاً ولا مدفعاً لأنه الحق الأبلج والصراط المستقيم ، فأَخلدوا إلى البهت وعوّلوا على الكذب من النسبة إلى الجنون والسحر والشعر . فإن قلت قوله { وَأَكْثَرُهُمْ } فيه أن أقلهم كانوا لا يكرهون الحق . قلت كان فيهم من يترك الإيمان به أنفة واستنكافاً من توبيخ قومه وأن يقولوا صبأ وترك دين آبائه ، لا كراهة للحق ، كما يحكى عن أبي طالب . فإن قلتيزعم بعض الناس أنّ أبا طالب صحّ إسلامه . قلت يا سبحان الله ، كأن أبا طالب كان أخمل أعمام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى يشتهر إسلام حمزة والعباس رضي الله عنهما ، ويخفى إسلام أبي طالب .