Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 192-196)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَإِنَّهُ } وإن هذا التنزيل ، يعني ما نزل من هذه القصص والآيات . والمراد بالتنزيل المنزل . والباء في { نَزَلَ بِهِ ٱلرُّوحُ } ونزل به الروح ، على القراءتين للتعدية . ومعنى { نَزَلَ بِهِ ٱلرُّوحُ } جعل الله الروح نازلاً به { عَلَىٰ قَلْبِكَ } أي حفظكه وفهمك إياه ، وأثبته في قلبك إثبات مالاً ينسى ، كقوله تعالى { سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَىٰ } الأعلى 6 { بِلِسَانٍ عَرَبِىٍّ } إما أنّ يتعلق بالمنذرين ، فيكون المعنى لتكون من الذين أنذروا بهذا اللسان وهم خمسة هود ، وصالح ، وشعيب ، وإسمعيل ومحمد عليهم الصلاة والسلام . وإما أن يتعلق بنزل ، فيكون المعنى نزله باللسان العربي لتنذر به لأنه لو نزله باللسان الأعجمي ، لتجافوا عنه أصلاً ، ولقالوا ما نصنع بمالاً نفهمه فيتعذر الإنذار به وفي هذا الوجه أن تنزيله بالعربية التي هي لسانك ولسان قومك تنزيل له على قلبك ، لأنك تفهمه ويفهمه قومك . ولو كان أعجمياً لكان نازلاً على سمعك دون قلبك ، لأنك تسمع أجراس حروف لا تفهم معانيها ولا تعيها ، وقد يكون الرجل عارفاً بعدّة لغات ، فإذا كلم بلغته التي لقنها أولاً ونشأ عليها وتطبع بها ، لم يكن قلبه إلا إلى معاني الكلام يتلقاها بقلبه ولا يكاد يفطن للألفاظ كيف جرت ، وإن كلم بغير تلك اللغة وإن كان ماهراً بمعرفتها كان نظره أولاً في ألفاظها ثم في معانيها ، فهذا تقرير أنه نزل على قلبه لنزوله بلسان عربي مبين { وَإِنَّهُ } وإن القرآن ـــ يعني ذكره مثبت في سائر الكتب السماوية . وقيل إن معانيه فيها . وبه يحتج لأبي حنيفة في جواز القراءة بالفارسية في الصلاة على أن القرآن قرآن إذا ترجم بغير العربية حيث قيل { وَإِنَّهُ لَفِى زُبُرِ ٱلاْوَّلِينَ } لكون معانيه فيها . وقيل الضمير لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك في { أَن يَعْلَمَهُ } وليس بواضح .