Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 217-220)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَتَوَكَّلْ } على الله يكفك شر من يعصيك منهم ومن غيرهم . والتوكل تفويض الرجل أمره إلى من يملك أمره ويقدر على نفعه وضره . وقالوا المتوكل من إن دهمه أمر لم يحاول دفعه عن نفسه بما هو معصية لله ، فعلى هذا إذا وقع الإنسان في محنة ثم سأل غيره خلاصه ، لم يخرج من حد التوكل لأنه لم يحاول دفع ما نزل به عن نفسه بمعصية الله . وفي مصاحف أهل المدينة والشام « فتوكل » ، وبه قرأ نافع وابن عامر ، وله محملان في العطف أن يعطف على فقل . أوفلا تدع . { عَلَى ٱلْعَزِيزِ ٱلرَّحِيمِ } على الذي يقهر أعداءك بعزته وينصرك عليهم برحمته . ثم اتبع كونه رحيماً على رسوله ما هو من أسباب الرحمة وهو ذكر ما كان يفعله في جوف الليل من قيامه للتهجد ، وتقلبه في تصفح أحوال المتهجدين من أصحابه ليطلع عليهم من حيث لا يشعرون ، ويستبطن سر أمرهم ، وكيف يعبدون الله ، وكيف يعملون لآخرتهم ، كما يحكى أنه حين نسخ فرض قيام الليل ، طاف تلك الليلة ببيوت أصحابه لينظر ما يصنعون لحرصه عليهم وعلى ما يوجد منهم من فعل الطاعات وتكثير الحسنات ، فوجدها كبيوت الزنابير لما سمع منها من دندنتهم بذكر الله والتلاوة . والمراد بالساجدين المصلون . وقيل معناه يراك حين تقوم للصلاة بالناس جماعة . وتقلبه في الساجدين تصرفه فيما بينهم بقيامه وركوعه وسجوده وقعوده إذا أمّهم . وعن مقاتل أنه سأل أبا حنيفة رحمه الله ، هل تجد الصلاة في الجماعة في القرآن ؟ فقال لا يحضرني ، فتلا له هذه الآية . ويحتمل أنه لا يخفى عليه حالك كلما قمت وتقلبت مع الساجدين في كفاية أمور الدين { إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ } لما تقوله { ٱلْعَلِيمُ } بما تنويه وتعمله . وقيل هو تقلب بصره فيمن يصلي خلفه ، من قوله صلى الله عليه وسلم 789 " أتَموا الركوعَ والسجودَ ، فواللَّهِ إني لأَراكُم منْ خلفِ ظهرِي إذا ركعتُم وسجدْتُم " ، وقرىء « ويقلبك » .