Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 96-104)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يجوز أن ينطق الله الأصنام حتى يصح التقاول والتخاصم . ويجوز أن يجري ذلك بين العصاة والشياطين . والمراد بالمجرمين الذين أضلوهم رؤساؤهم وكبراؤهم ، كقوله { رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا ٱلسَّبِيلاْ } الأحزاب 67 وعن السديّ الأوّلون الذين اقتدينا بهم . وعن ابن جريج إبليس ، وابن آدم القاتل ، لأنه أوّل من سنّ القتل وأنواع المعاصي ، { فما لَنَا مِن شَـٰفِعِينَ } كما نرى المؤمنين لهم شفعاء من الملائكة والنبيين { وَلاَ صَدِيقٍ } كما نرى لهم أصدقاء ، لأنه لا يتصادق في الآخرة إلا المؤمنون . وأما أهل النار فبينهم التعادي والتباغض ، قال الله تعالى { ٱلاْخِلاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ ٱلْمُتَّقِينَ } الزخرف 67 أو فمالنا من شافعين ولا صديق حميم من الذين كنا نعدهم شفعاء وأصدقاء ، لأنهم كانوا يعتقدون في أصنامهم أنهم شفعاؤهم عند الله ، وكان لهم الأصدقاء من شياطين الإنس . أو أرادوا أنهم وقعوا في مهلكة علموا أنّ الشفعاء والأصدقاء لا ينفعونهم ولا يدفعون عنهم ، فقصدوا بنفيهم نفي ما يتعلق بهم من النفع لأنّ ما لا ينفع حكمه حكم المعدوم . والحميم من الاحتمام ، وهو الاهتمام ، وهو الذي يهمه ما يهمك . أو من الحامة بمعنى الخاصة ، وهو الصديق الخاص . فإن قلت لم جمع الشافع ووحد الصديق ؟ قلت لكثرة الشفعاء في العادة وقلة الصديق . ألا ترى أن الرجل إذا امتحن بإرهاق ظالم نهضت جماعة وافرة من أهل بلده لشفاعته ، رحمة له وحسبة ، وإن لم يسبق له بأكثرهم معرفة . وأما الصديق - وهو الصادق في ودادك الذي يهمه ما أهملك - فأعز من بيض الأنوق . وعن بعض الحكماء أنه سئل عن الصديق فقال اسم لا معنى له . ويجوز أن يريد بالصديق الجمع . الكرّة الرجعة إلى الدنيا . ولو في مثل هذا الموضع في معنى التمني ، كأنه قيل فليت لنا كرة . وذلك لما بين معنى « لو » و « ليت » من التلاقي في التقدير . ويجوز أن تكون على أصلها ويحذف الجواب ، وهو لفعلنا كيت وكيت .