Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 39-40)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

الاستكبار بالحق إنما هو لله تعالى ، وهو المتكبر على الحقيقة ، أي المتبالغ في كبرياء الشأن . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما حكى عن ربه 816 " الكبرياء ردائي والعظمةُ إزاري ، فمن نازعني واحداً منهما ألقيتُه في النار " وكلُ مستكبر سواه فاستكباره بغير الحق { يَرْجَعُونَ } بالضم والفتح { فَأَخَذْنَـٰهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَـٰهُمْ فِى ٱلْيَمِّ } من الكلام الفخم الذي دل به على عظمة شأنه وكبرياء سلطانه . شبههم استحقاراً لهم واستقلالاً لعددهم ، وإن كانوا الكثر الكثير والجم الغفير ، بحصيات أخذهنّ آخذ في كفه فطرحهنّ في البحر . ونحو ذلك قوله { وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِىَ شَـٰمِخَـٰتٍ } المرسلات 27 ، { وَحُمِلَتِ ٱلأَرْضُ وَٱلْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وٰحِدَةً } الحاقة 14 ، { وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَٱلاْرْضُ جَمِيعـاً قَبْضَـتُهُ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ وَٱلسَّمَـٰوٰتُ مَطْوِيَّـٰتٌ بِيَمِينِهِ } الزمر 67 وما هي إلا تصويرات وتمثيلات لاقتداره ، وأن كل مقدور وإن عظم وجل ، فهو مستصغر إلى جنب قدرته .