Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 9-9)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
روي أنهم حين التقطوا التابوت عالجوا فتحه ، فلم يقدروا عليه ، فعالجوا كسره فأعياهم ، فدنت آسية فرأت في جوف التابوت نوراً ، فعالجته ففتحته ، فإذا بصبيّ نوره بين عينيه وهو يمصّ إبهامه لبناً فأحبوه ، وكانت لفرعون بنت برصاء ، وقالت له الأطباء لا تبرأ إلا من ، قبل البحر ، يوجد فيه شبه إنسان دواؤها ريقه ، فلطخت البرصاء برصها بريقه فبرأت . وقيل لما نظرت إلى وجهه برأت ، فقالت إن هذه لنسمة مباركة ، فهذا أحد ما عطفهم عليه ، فقال الغواة من قومه هو الصبي الذي نحذر منه ، فأذن لنا في قتله ، فهمّ بذلك فقالت آسية { قُرَّةُ عَيْنٍ لّى وَلَكَ } فقال فرعون لك لا لي . وروي في حديث 809 " لو قالَ هوَ قرّةُ عين لي كما هُوَ لَكَ ، لهداهُ اللَّهُ كما هداهَا " ، وهذا على سبيل الفرض والتقدير ، أي لو كان غير مطبوع على قلبه كآسية لقال مثل قولها ، ولأسلم كما أسلمت هذا إن صح الحديث تأويله ، والله أعلم بصحته . وروي أنها قالت له لعله من قوم آخرين ليس من بني إسرائيل . { قُرَّةُ عَيْنٍ } خبر مبتدأ محذوف ولا يقوى أن تجعله مبتدأ و { لاَ تَقْتُلُوهُ } خبراً ، ولو نصب لكان أقوى . وقراءة ابن مسعود رضي الله عنه دليل على أنه خبر ، قرأ « لا تقتلوه قرّة عين لي ولك » ، بتقديم لا تقتلوه . { عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا } فإنّ فيه مخايل اليمن ودلائل النفع لأهله ، وذلك لما عاينت من النور وارتضاع الإبهام وبرء البرصاء ، ولعلها توسمت في سيماه النجابة المؤذنة بكونه نفاعاً . أو نتبناه ، فإنه أهل للتبني ، ولأن يكون ولداً لبعض الملوك . فإن قلت { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } حال ، فما ذو حالها ؟ قلت ذو حالها آل فرعون . وتقدير الكلام فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدواً وحزناً ، وقالت امرأة فرعون كذا وهم لا يشعرون أنهم على خطأ عظيم في التقاطه ورجاء النفع منه وتبنيه . وقوله { إِنَّ فِرْعَوْنَ } الآية جملة اعتراضية واقعة بين المعطوف والمعطوف عليه ، مؤكدة لمعنى خطئهم . وماأحسن نظم هذا الكلام عند المرتاض بعلم محاسن النظم .