Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 138-139)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ هَـٰذَا بَيَانٌ لّلنَّاسِ } إيضاح لسوء عاقبة ما هم عليه من التكذيب ، يعني حثهم على النظر في سوء عواقب المكذبين قبلهم والاعتبار بما يعاينون من آثار هلاكهم { وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لّلْمُتَّقِينَ } يعني أنه مع كونه بياناً وتنبيهاً للمكذبين فهو زيادة تثبيت وموعظة للذين اتقوا من المؤمنين ويجوز أن يكون قوله { قَدْ خَلَتْ } جملة معترضة للبعث على الإيمان وما يستحق به ما ذكر من أجر العاملين ، ويكون قوله { هَـٰذَا بَيَانٌ } إشارة إلى ما لخص وبين من أمر المتقين والتائبين والمصرّين { وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا } تسلية من الله سبحانه لرسوله صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين عما أصابهم يوم أحد وتقوية من قلوبهم ، يعني ولا تضعفوا عن الجهاد لما أصابكم ، أي لا يورثنكم ذلك وهنا وجبنا ، ولا تبالوا به ، ولا تحزنوا على من قتل منكم وجرح { وَأَنتُمُ الاْعْلَوْنَ } وحالكم أنكم أعلى منهم وأغلب ، لأنكم أصبتم منهم يوم بدر أكثر مما أصابوا منكم يوم أحد . أو وأنتم الأعلون شأناً ، لأنّ قتالكم لله ولإعلاء كلمته ، وقتالهم للشيطان لإعلاء كلمة الكفر ، ولأنّ قتلاكم في الجنة وقتلاهم في النار . أو هي بشارة لهم بالعلو والغلبة ، أي وأنتم الأعلون في العاقبة { وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ ٱلْغَـٰلِبُونَ } الصافات 173 . { إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } متعلق بالنهي بمعنى ولا تهنوا إن صح إيمانكم على أن صحة الإيمان توجب قوة القلب والثقة بصنع الله وقلة المبالاة بأعدائه . أو بالأعلون ، أي إن كنتم مصدّقين بما يعدكم الله ويبشركم به من الغلبة .