Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 195-195)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقال استجاب له واستجابه . @ فَلَمْ يَسْتَجِبْهُ عِنْدَ ذَاكَ مُجِيبُ @@ { أَنّى لاَ أُضِيعُ } قرىء بالفتح على حذف الياء ، وبالكسر على إرادة القول . وقرىء « لا أضيّع » ، بالتشديد { مّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ } بيان لعامل { بَعْضُكُم مّن بَعْضٍ } أي يجمع ذكوركم وإناثكم أصل واحد ، فكل واحد منكم من الآخر ، أي من أصله ، أو كأنه منه لفرط اتصالكم واتحادكم . وقيل المراد وصلة الإسلام . وهذه جملة معترضة بينت بها شركة النساء مع الرجال فيما وعد الله عباده العاملين وروي 244 أنّ أمّ سلمة قالت يا رسول الله ، إني أسمع الله تعالى يذكر الرجال في الهجرة ولا يذكر النساء . فنزلت { فَٱلَّذِينَ هَـٰجَرُواْ } تفصيل لعمل العامل منهم على سبيل التعظيم له والتفخيم ، كأنه قال فالذين عملوا هذه الأعمال السنية الفائقة ، وهي المهاجرة عن أوطانهم فارّين إلى الله بدينهم من دار الفتنة ، واضطرّوا إلى الخروج من ديارهم التي ولدوا فيها ونشؤا بما سامهم المشركون من الخسف { وَأُوذُواْ فِى سَبِيلِى } من أجله وبسببه ، يريد سبيل الدين { وَقَـٰتَلُواْ وَقُتِلُواْ } وغزوا المشركين واستشهدوا . وقرىء « وقتلوا » ، بالتشديد . « وقتلوا وقاتلوا » ـــ على التقديم ـــ بالتخفيف والتشديد « وقتلوا ، وقتلوا » ، على بناء الأول للفاعل والثاني للمفعول . « وقتلوا » ، « وقاتلوا » ، على بنائهما للفاعل { ثَوَاباً } في موضع المصدر المؤكد بمعنى إثابة أو تثويباً { مِنْ عِندِ ٱللَّهِ } لأن قوله { لاكَفّرَنَّ … عَنْهُمْ وَلاَدْخِلَنَّهُمْ } في معنى ، لأثيبنهم . { وَعِندَهُ } مثل أن يختص به وبقدرته وفضله ، لا يثيبه غيره ولا يقدر عليه ، كما يقول الرجل عندي ما تريد ، يريد اختصاصه به وبملكه وإن لم يكن بحضرته . وهذا تعليم من الله كيف يدعي وكيف يبتهل إليه ويتضرّع . وتكرير { رَبِّنَا } من باب الابتهال ، وإعلام بما يوجب حسن الإجابة وحسن الإثابة ، من احتمال المشاق في دين الله ، والصبر على صعوبة تكاليفه ، وقطع لأطماع الكسالى المتمنين عليه ، وتسجيل على من لا يرى الثواب موصولاً إليه ، بالعمل بالجهل والغباوة . وروي عن جعفر الصادق رضي الله عنه من حزبه أمر فقال خمس مرات { رَبِّنَا } أنجاه الله مما يخاف وأعطاه ما أراد ، وقرأ هذه الآية . وعن الحسن حكى الله عنهم أنهم قالوا خمس مرات { رَبِّنَا } ثم أخبر أنه استجاب لهم ، إلا أنه أتبع ذلك رافع الدعاء وما يستجاب به ، فلا بد من تقديمه بين يدي الدعاء .