Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 31, Ayat: 17-17)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ } يجوز أن يكون عاماً في كل ما يصيبه من المحن ، وأن يكون خاصاً بما يصيبه فيما أمر به من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أذى من يبعثهم على الخير وينكر عليهم الشر { إِنَّ ذٰلِكَ } مما عزمه الله من الأمور ، أي قطعه قطع إيجاب والزام . ومنه الحديث 855 " لاصِيامَ لمنْ لم يعزمِ الصيامَ مِنَ الليلِ " أي لم يقطعه بالنية ألا ترى إلى قوله عليه السلام 856 " لمنْ لم يبيتِ الصيامَ " ومنه 857 " إنّ اللَّهَ يحبُّ أَنْ يؤخذَ برخصهِ كما يحبُّ أَنْ يؤخذَ بعزائمِهِ " ، وقولهم عزمة من عزمات ربنا . ومنه عزمات الملوك . وذلك أن يقول الملك لبعض من تحت يده عزمت عليك إلا فعلت كذا ، إذا قال ذلك لم يكن للمعزوم عليه بدّ من فعله ولا مندوحة في تركه . وحقيقته أنه من تسمية المفعول بالمصدر ، وأصله من معزومات الأمور ، أي مقطوعاتها ومفروضاتها . ويجوز أن يكون مصدراً في معنى الفاعل ، أصله من عازمات الأمور ، من قوله تعالى { فَإِذَا عَزَمَ ٱلأَمْرُ } محمد 21 كقولك جد الأمر ، وصدق القتال . وناهيك بهذه الآية مؤذنة بقدم هذه الطاعات ، وأنها كانت مأموراً بها في سائر الأمم ، وأنّ الصلاة لم تزل عظيمة الشأن ، سابقة القدم على ما سواها ، موصى بها في الأديان كلها .