Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 32, Ayat: 10-11)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَقَالُواْ } قيل القائل أبي بن خلف ، ولرضاهم بقوله أُسند إليهم جميعاً . وقرىء « ائنا » ، و « أنا » ، على الاستفهام وتركه { ضَلَلْنَا } صرنا تراباً ، وذهبنا مختلطين بتراب الأرض ، لا نتميز منه ، كما يضل الماء في اللبن أو غبنا { فِى ٱلأَرْضِ } بالدفن فيها . من قوله @ وَآبَ مُضِلُّوهُ بِعَيْنٍ جَلِيَّةٍ @@ وقرأ علي وابن عباس رضي الله عنهما « ضللنا » بكسر اللام . يقال ضل يضل وضل يضل . وقرأ الحسن رضي الله عنه صللنا ، من صلّ اللحم وأصلّ إذا أنتن . وقيل صرنا من جنس الصلة وهي الأرض . فإن قلت بم انتصب الظرف في { أَءذَا ضَلَلْنَا } ؟ قلت بما يدل عليه لَفِى خَلْقٍ جَدِيدٍ وهو نبعث . أو يجدد خلقنا . لقاء ربهم هو الوصول إلى العاقبة ، من تلقى ملك الموت وما وراءه ، فلما ذكر كفرهم بالإنشاء . أضرب عنه إلى ما هو أبلغ في الكفر ، وهو أنهم كافرون بجميع ما يكون في العاقبة ، لا بالإنشاء وحده ألا ترى كيف خوطبوا بتوفي ملك الموت وبالرجوع إلى ربهم بعد ذلك مبعوثين للحساب والجزاء ، وهذا معنى لقاء الله على ما ذكرنا والتوفي استيفاء النفس وهي الروح . قال الله تعالى { ٱللَّهُ يَتَوَفَّى ٱلأَنفُسَ } الزمر 42 وقال أخرجوا أنفسكم ، وهو أن يقبض كلها لا يترك منها شيء . من قولك توفيت حقي من فلان ، واستوفيته إذا أخذته وافياً كاملاً من غير نقصان . والتفعل والاستفعال يلتقيان في مواضع منها تقصيته واستقصيته ، وتعجلته واستعجلته . وعن مجاهد رضي الله عنه حويت لملك الموت الأرض ، وجعلت له مثل الطست ، يتناول منها حيث يشاء . وعن قتادة يتوفاهم ومعه أعوان من الملائكة . وقيل ملك الموت يدعو الأرواح فتجيبه ، ثم يأمر أعوانه بقبضها .