Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 32, Ayat: 15-17)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِذَا ذُكّرُواْ بِهَا } أي وعظوا سجدوا تواضعاً لله وخشوعاً ، وشكراً على ما رزقهم من الإسلام { وَسَبَّحُواْ بِحَمْدِ رَبّهِمْ } ونزهوا الله من نسبة القبائح إليه ، وأثنوا عليه حامدين له { وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ } كما يفعل من يصر مستكبراً كأن لم يسمعها ، ومثله قوله تعالى { إِنَّ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبّنَا } الإسراء 107 . { تَتَجَافَىٰ } ترتفع وتتنحى { عَنِ ٱلْمَضَاجِعِ } عن الفرش ومواضع النوم ، داعين ربهم عابدين له لأجل خوفهم من سخطه وطمعهم في رحمته ، وهم المتهجدون . وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم في تفسيرها 864 " قيام العبد من الليل " وعن الحسن رضي الله عنه أنه التهجد . وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم 865 " إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة جاء مناد ينادي بصوت يسمع الخلائق كلهم سيعلم أهل الجمع اليوم من أولى بالكرم . ثم يرجع فينادي ليقم الذين كانت تتجافى جنوبهم عن المضاجع فيقومون وهم قليل ، ثم يرجع فينادي ليقم الذين كانوا يحمدون الله في البأساء والضراء ، فيقومون وهم قليل ، فيسرحون جميعاً إلى الجنة ، ثم يحاسب سائر الناس " وعن أنس بن مالك رضي الله عنه كان أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلون من صلاة المغرب إلى صلاة العشاء الآخرة . فنزلت فيهم . وقيل هم الذين يصلون صلاة العتمة لا ينامون عنها { مَّآ أُخْفِىَ لَهُم } على البناء للمفعول . ما أخفى لهم على البناء للفاعل ، وهو الله سبحانه ، وما أخفى لهم . وما نخفي لهم . وما أخفيت لهم الثلاثة للمتكلم ، وهو الله سبحانه . وما بمعنى الذي ، أو بمعنى أي . وقرىء « من قرّة أعين » « وقرات أعين » . والمعنى لا تعلم النفوس - كلهنّ ولا نفس واحدة منهنّ لا ملك مقرب ولا نبيّ مرسل - أيّ نوع عظيم من الثواب ادخر الله لأولئك وأخفاه من جميع خلائقه ، لا يعلمه إلا هو مما تقربه عيونهم ، ولا مزيد على هذه العدة ولا مطمح وراءها ، ثم قال { جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } فحسم أطماع المتمنين ، وعن النبي صلى الله عليه وسلم 866 " يقولُ اللَّهُ تعالَى أعددتُ لعبادِي الصالحينَ ما لاَ عينُ رأتْ ولا أذنَ سمعَت ولا خطر على قلبِ بشرٍ ، بَلْهَ ما أطلعتُهم عليهِ . اقرؤُوا إن شئتمُ فلا تعلمُ نفسُ ما أخفيَ لهمُ منْ قرةِ أعينٍ " وعن الحسن رضي الله عنه أخفى القوم أعمالاً في الدنيا ، فأخفى الله لهم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت .